فيلم “الجزيرة” يتكرّر في الصّعيد.. كيف سقط محمد محسوب؟

وطن في مشهدٍ يكاد يكون مأخوذًا من الفيلم المصري الشهير “الجزيرة”، شهدت قرية العفاردة بمركز ساحل سليم في أسيوط مواجهات عنيفة استمرت ثلاثة أيام بين قوات الأمن المصري وأفراد مجموعة مسلحة يتزعمها محمد محسوب، أحد أخطر المطلوبين أمنيًا.
محمد محسوب، الذي تصفه السلطات المصرية بأنه زعيم تشكيل إجرامي خطير، كان مطلوبًا في نحو 1200 قضية، تتراوح بين تجارة المخدرات، البلطجة، السرقة بالإكراه، وقيادة تنظيم مسلح. ورغم الملاحقات المستمرة له منذ عام 2004، تمكن محسوب من الإفلات بفضل الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة، ما جعله أشبه بعزت الحنفي، زعيم النخيلة الذي سقط في مواجهة مشابهة قبل أكثر من 20 عامًا.
بدأت المواجهات بمشاجرة عنيفة بين عائلتين في القرية، لكنها سرعان ما تصاعدت إلى حرب عصابات بعد تدخل قوات الأمن لمحاصرة محسوب وأعوانه. استخدمت القوات وحدة “بلاك كوبرا” الخاصة، المختصة في تنفيذ العمليات الصعبة، كما تم قطع التيار الكهربائي عن 3 قرى مجاورة لمنع هروب المطلوبين أو تلقيهم أي دعم خارجي.
على مدار ثلاثة أيام، تبادل الطرفان إطلاق النيران، واستخدم المسلحون الأسلحة الثقيلة، ما دفع الأمن لاستخدام معدات متطورة لإنهاء العملية.
أعلنت مصادر أمنية مصرية نجاح العملية بعد تصفية محمد محسوب، وسط تداول صور وفيديوهات للمواجهات التي هزّت المنطقة. لكن في المقابل، أثار إعلان مقتله انقسامًا في الشارع المصري، حيث شكك البعض في الرواية الرسمية، معتبرين أنه مجرد “كبش فداء” لتغطية ملفات فساد أكبر في الصعيد.
رغم القضاء على محسوب، تبقى التساؤلات مطروحة: هل كانت هذه المواجهة نهاية تامة لنفوذ المجموعات المسلحة في الصعيد؟ أم أن هناك “محسوب” آخر بانتظار الفرصة للظهور؟
🔴 من عزت حنفي إلى محمد محسوب.. “فيلم الجزيرة” يتكرر ويتحول لواقع حقيقي في #ساحل_سليم” بمحافظة أسيوط في #مصر، وحرب بالأسلحة الثقيلة بين قوات الأمن ومسلحين
بعد سنوات من المطاردة، و3 أيام أخيرة بين كر وفر واشتباكات نارية.. الداخلية تعلن تصفية “محمد محسوب الجعيدي” المصنف خطيرا جدا،… pic.twitter.com/mMxtq0vcnD
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) February 17, 2025