
أثرياء أوروبا يصطادون أطفال سراييفو
بعد ثلاثة عقود على حصار سراييفو، يعود أحد أكثر فصول الحرب فظاعة إلى الواجهة: “سياحة القنص”. تقارير دولية أعادت فتح ملف رحلات مدفوعة الثمن لقتل المدنيين، بعدما كشفت شهادة الصحفية البوسنية إيرينا آنتيتش—التي أصيبت في الـ16—أن الرصاصة التي استهدفتها ربما لم تكن من جندي، بل من “سائح” جاء ليتسلى بالموت.
إيرينا لم تكن وحدها، فالطفل نرمين ديفوفيتش (7 أعوام) قُتل في المكان نفسه برصاصة تحولت إلى رمز لجريمة منسية. التحقيقات الإيطالية تشير إلى أثرياء يمينيين دفعوا ما يصل إلى 100 ألف يورو يوميًا للمشاركة في قنص المدنيين، وحتى الأطفال كانت لهم “تعريفة خاصة” داخل هذه التجارة السوداء.
رئيسة بلدية سراييفو السابقة، بنيامينا كاريتش، أعادت تفجير الملف مؤكدة أن ما جرى لم يكن فوضى حرب، بل منظومة قتل منظمة وموثقة. شهادات أممية وأرشيفات مصوّرة تدعم الرواية، فيما تواجه السلطات الإيطالية اتهامات بإخفاء الأدلة لسنوات دون محاسبة.
اليوم تتحرك ميلانو وتتابع واشنطن، لكن أسئلة الجريمة تبقى بلا إجابات: من دفع؟ من قنص؟ ومن تستّر؟ فالعدالة قد تتأخر… لكن دم أطفال سراييفو لا يشيخ.
