في ضربة جديدة للأمن القومي الأميركي، كشفت وزارة العدل عن فضيحة تجسس داخل البحرية الأميركية، بطلها شاب صيني متجنّس يُدعى جينتشاو وي، عمل على متن السفينة الحربية “USS Essex”. وُجهت لـ”وي” تهم تسريب أسرار عسكرية حساسة إلى ضابط مخابرات صيني يُعرف باسم “الأخ آندي”، مقابل مبلغ لا يتجاوز 12 ألف دولار.
التحقيقات كشفت أن “وي” سرّب أكثر من 60 ملفًا فنيًا، شملت معلومات دقيقة عن تدريبات قوات المارينز وخطط مناورات عسكرية، في خرق أمني تقدّر خسائره بالملايين. المفارقة الصادمة كانت أن والدته هي من شجّعته على التعاون، على أمل أن يفتح ذلك أمامه أبواب التوظيف في مؤسسات صينية.
القضية لم تكن معزولة؛ إذ تزامنت مع اتهام جنديين آخرين بجمع معلومات حول مركبات قتالية، وضابط صف أميركي اعترف ببيع بيانات عن الرادارات العسكرية الأميركية في اليابان مقابل 14 ألف دولار فقط.
واشنطن اعتبرت هذه القضايا جزءًا من “حرب تجسس ممنهجة” تقودها بكين، بالتوازي مع هجمات إلكترونية متكررة تستهدف البنية التحتية الأميركية. من جهتها، نفت الصين كافة الاتهامات ووصفتها بأنها “عارية من الصحة”.
تأتي هذه التطورات لتؤكد أن المواجهة بين واشنطن وبكين لم تعد مقتصرة على التنافس البحري أو الاقتصادي، بل باتت حربًا خفية تدور في عالم المعلومات… حيث الكلمة العليا لم تعد للرصاصة، بل للملف المُسرّب.