غزة تُفشل الغرام.. صفقة التطبيع بين الرياض وتل أبيب على كفّ عفريت!

عشق ممنوع وُئد قبل ولادته.. غـ*ـر&ة تشتعل، #السعودية تهدّئ مع #ايران، وتخشى على رؤيتها من انفجار شعبي.
هل انتهت قصّة التـ ـطبـ ـيع بين الرياض وتل أبيب؟ pic.twitter.com/szSUpuPeit
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) April 20, 2025
وطن تعيش العلاقات السعودية الإسرائيلية حالة من “الحب الممنوع”، وسط أحداث إقليمية متسارعة قلبت حسابات الأطراف المعنية رأساً على عقب. فقبل السابع من أكتوبر، كانت المؤشرات واضحة: صفقة تطبيع بين الرياض وتل أبيب باتت أقرب من أي وقت مضى. زيارات مكوكية، ووساطات أمريكية، وتصريحات تمهيدية، كلّها كانت تؤشر نحو إعلان وشيك لتحالف استراتيجي.
لكنّ مشهد الدم في غزة غيّر المعادلة، ليحوّل مشروع التطبيع إلى “جثة دبلوماسية” مؤجلة. المجازر الإسرائيلية في القطاع، والانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين، أعادت الشارع العربي إلى الواجهة، وفرضت على الرياض التمهّل في حسم قرارها، خوفاً من موجة غضب شعبي قد تعصف بـ”رؤية 2030” الطموحة.
في الوقت نفسه، اختارت السعودية تهدئة العلاقات مع إيران عبر قنوات سياسية، ما جعل التهديد الإيراني الذي كانت تلوّح به سابقاً سببًا للتقارب مع إسرائيل، أقلّ إلحاحًا. وبهذا، سقط أحد الأعمدة الأساسية التي كانت تُبرّر بهدوء مسار التطبيع.
من جهة تل أبيب، لم تكن الأمور أفضل حالاً. فإسرائيل اليوم أكثر تطرفاً، وأكثر انشغالاً بأمنها الداخلي، وأقلّ انفتاحاً على مناقشة قضايا مثل حلّ الدولتين أو التنازل عن القدس الشرقية، ما جعل الصفقة التي كانت توصف بـ”التاريخية” عرضة للتجميد أو حتى الانهيار.
الأصوات في الشارع السعودي الرافضة لأي تقارب مع الاحتلال تصدّرت مواقع التواصل، وسط ضغوط شديدة على القيادة السعودية بعد الصور الصادمة من غزة، والتي تزامنت مع لقاءات إسرائيليةخليجية غير رسمية.
ومع تحوّل المشهد السياسي إلى ساحة مفتوحة للتغيرات، تبقى أسئلة كثيرة معلّقة: هل يجرؤ ابن سلمان على تجاهل المزاج الشعبي؟ وهل يمكن لنتنياهو المضي في التطبيع بينما حكومته تواصل سحق الفلسطينيين؟ أم أن كل ما جرى لم يكن سوى “عشق عابر” وُئد قبل أن يُعلن رسميًا؟
في النهاية، تظلّ فلسطين عقدة الشرق الأوسط، والتطبيع حلماً لا يزال “معلّقًا على جناح طائرة مُحطّمة” بفعل دماء غزة ونبض الشعوب.