وطن في واحدة من أكثر الوقائع الصادمة في التاريخ الحديث، تقف غزة على شفا مجاعة جماعية ووصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ عالميًا.
غزة.. المدينة التي صارت رمزًا للجوع والمقاومة في آنٍ معًا، يعيش فيها أكثر من 2.5 مليون إنسان تحت الحصار، حيث الغذاء محظور، والماء نادر، والموت بالجوع أصبح واقعًا لا سيناريو متخيلاً.
الاحتلال الإسرائيلي أغلق جميع المعابر منذ 2 مارس 2025، مانعًا دخول أكثر من 180 ألف شحنة غذائية، رغم أنها مخلّصة جمركيًا وجاهزة للتوزيع. المساعدات باتت محاصرة، والأمم المتحدة عاجزة أو مُستبعدة عمداً، فيما تتولى مؤسسة إسرائيلية مشبوهة إدارة الملف الإنساني في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
لكن الخطر لا يقف عند منع الطعام فقط، بل يتعدّاه إلى استخدام الجوع كسلاح عسكري وسياسي.
في لحظة يأس، اقتحم آلاف الفلسطينيين مركز توزيع للمساعدات على أمل الحصول على القليل من الطعام، لكنهم وُوجهوا بالرصاص الحيّ بدلًا من أرغفة الخبز.
المشهد كان كارثيًا: عشرات القتلى والجرحى، أمهات يبكين أبناءهن، وأطفال يُحملون بنصف جسد إلى المستشفيات شبه الخالية من أي دواء أو طعام.
هذا ليس “حصارًا” فقط، بل عملية “إبادة بطيئة” تقودها إسرائيل تحت أنظار العالم.
فالأزمة ليست إنسانية فقط، بل سياسية بامتياز. الجوع ليس عرضًا جانبيًا للحرب، بل هو أداة ممنهجة لإخضاع شعب بأكمله وفتح الطريق أمام مشاريع التهجير القسري.
غزة تصرخ، والضمير العالمي أصم.
ما يجري هناك ليس قضاءً وقدرًا، بل مخطط مكتمل الأركان يجري تنفيذه بصمت قاتل.
ومع كل يوم يمضي، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا:
هل ستبقى غزة وحدها في معركة الخبز والكرامة؟ أم أن هناك من سيكسر الحصار وينتصر للإنسان؟
“سلاح التجويع” في غزة.. مرتزقة ومخطط غامض بقيادة بلير وترامب!