في وقتٍ تلفظ فيه غزة أنفاسها تحت وطأة الجوع والحصار، ووسط صمت عربي مطبق، تبرز مفارقة قاسية من قلب القاهرة: اعتقال متطوعين مصريين حاولوا سد رمق الجائعين في القطاع المحاصر.

وبدلًا من فتح معبر رفح أو تسهيل إدخال المساعدات، تتجه السلطات المصرية إلى التضييق على المبادرات الفردية والإنسانية، وتحديدًا على من نظموا حملات تبرع لإقامة “تكايا” للطعام في غزة. هؤلاء المتطوعون الذين تحركوا من منطلق إنساني، تم توقيفهم، وأفرج عن بعضهم فقط بعد توقيعهم على تعهد بعدم تكرار نشاطهم، فيما لا يزال آخرون قيد الاحتجاز، وفقًا لمنصة “صحيح مصر”.

اللافت أن هذه التكايا لم تُغلق لفشلها، بل لأنها نجحت في إيصال الطعام للمحتاجين وتخفيف آثار التجويع. كانت التبرعات تُجمع من المصريين وتُرسل لمن يطهون ويوزعون الطعام داخل غزة. لكن السلطات رأت في ذلك تهديدًا أمنيًا، فأخضعت العمل الإنساني لمعايير الاشتباه والتحقيق، ما أدى إلى توقف ثلاث من أصل خمس تكايا.

وفي ظل نفاد مخزون الأونروا منذ أبريل ومنع إدخال المساعدات منذ مارس، يتحول الخبز في غزة إلى حلم، بينما يُعامل التضامن مع الضحايا كجريمة في مصر.

شاركها.