اخبار

عن هذه الطائفة.. سما الإخبارية

أعاد لي الكاتب، إيتمار إيخنر يوم 1912025 في تحقيقه الصحافي في صحيفة يديعوت أحرونوت حول نِحلة (ليف طاهور) اليهودية أي طهارة القلب، أعاد لي قصة هذه الطائفة التي سماها اليهود (نِحلة طالبان) اليهودية الموجودة اليوم في جمهورية غواتيمالا في أميركا الوسطى وفي عدد من الدول الأخرى بعد هروبهم من إسرائيل إلى أميركا، ثم كندا.  هذه النِّحلة الدينية اليهودية طائفة متطرفة جداً، تعيش في تجمعات متلاصقة، لا تؤمن بكل مستحضرات الحضارة الحديثة، نساء الطائفة يلبسن الأثواب السوداء وهن منقبات، أعضاء النحلة لا يُرسلون الأطفال للمدارس الرسمية ما سبب طردهم من أميركا وكندا، حين كتب إيتمار إيخنر في تحقيقه قال: «أجبر قادة النحلة التي تُعدُّ بالمئات نساء الطائفة المعتقلات في مركز التأهيل في غواتيمالا أن يُجَوِّعن أطفالهن للضغط على السلطات للإفراج عنهن وعن أبنائهن يُقدر عددهم بمئة وستين طفلاً ومراهقاً لأنهم لا يسمحون لأبنائهم بدخول المدارس الحكومية»!

هذه الطائفة هربت إلى أميركا من إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي وسكنت بروكلين، حيث اختطف رئيس الطائفة، شلومو هلبرينز، طفلاً عمره ثلاث عشرة سنة بادعاء تدريسه التوراة وسُجن عامين بسبب اختطاف طفلٍ قاصر ما سبب هروب الطائفة إلى مقاطعة كيبك وأونتاريو في كندا، وهناك أيضاً رفضوا إدخال أبنائهم في المدارس الحكومية، هم كذلك يُجبرون بناتهم على أن يتزوجن في سن الثالثة عشرة من الكهول، ما دفع مقاطعة كيبك وأونتاريو لأن تصدر قراراً بوضع رافضي تدريس الأبناء في مركز تأهيل اجتماعي، بعد أن دهمتهم الشرطة، وجدتهم يعيشون في ظروف قذرة، لا يلتزمون بالنظافة، خمسة أطفال ينامون في فراش واحد، تنتشر بينهم الأمراض والاعتداءات الجنسية من الأقارب، هربت الجالية أخيراً إلى غواتيمالا، كانت تعيش هذه النحلة في مجتمع مغلق تماماً تنتشر بينهم المخدرات، يُزيفون جوازات السفر، يصنعون طعامهم بأنفسهم، ولا يسمحون بالخروج عن الطائفة، يختطفون أطفال الخارجين!
أرسل أعضاء هذه الجماعة اليهودية، العام 2014، طلباً باللجوء السياسي إلى إيران، عبر سفارتها في كندا، قدمتْ النِّحْلة طلب اللجوء بتاريخ 2392019 للمرشد العام وللحكومة الإيرانية: «نحن نشجب الهيمنة الصهيونية، نعلن ولاءنا وخضوعنا للمرشد الأعلى، وللحكومة الإسلامية في إيران»!
للأسف فإن هذه الأخبار والقصص لا تحظى بالنشر في معظم صحف العالم لأنها تنتقص من بروباغاندا ودعوى إسرائيل بأنها (الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط)!
«منذ سنوات قال الحاخام عوفاديا يوسيف في موعظته الأسبوعية معتمداً على ما ورد في كتاب تعاليم الشريعة (شولحان عاروخ):
«يجب على الرجل ألا يسير بين امرأتين، أو بين كلبين، أو بين خنزيرين»!!
(هآرتس 31/12/2011 من مقال ليوسي ساريد).
تساءل الصحافي كوبي نحشوني عن سبب نكبة كثير من المدن بمرض الحصبة؛ القدس، بيت شيمش، صفد، بيتار عيليت، بني براك، طبريا، مودعين عيليت، وكلها مدنٌ يسكنها المتزمتون الحريديم، حتى الطائفة اليهودية الحريدية، ساطمر، وهي من طائفة الحسيديم المتزمتين، ممن يسكن أتباعُها في مدينة، نيويورك تعاني من أكبر نسبة لانتشار مرض الحصبة في أميركا؟!
يُجيب الصحافي نفسُه: «السبب يعود إلى أن الحريديم لا يُطَعِّمونَ أبناءهم ضد مرض الحصبة، لأن التطعيم بدعةٌ، غير شرعية، ليس حلالاً، فهم يؤمنون بأن الصحة والحياة هي من الله»!
يُضيف الصحافي المختص بطوائف الحريديم: «أما التفسير العلمي الصحيح لانتشار مرض الحصبة، لا يرجع فقط إلى عدم التطعيم، بل يرجع كذلك إلى كثرة النسل، ما يسبب الازدحام في السكن، والكُنس، ومعاهد التعليم الدينية. (يديعوت أحرونوت، 1652019 تحقيق الصحافي، كوبي نحشوني).
إن هذه الأخبار ينشرها مغامرون صحافيون من منطلق الحرية الصحافية، وقد كنتُ في بداية الألفية متابعاً للصحافية، رفقة لبوفتش المختصة بالنساء اليهوديات المقموعات.
هذه الأخبار هي اليوم أخبارٌ تصف ربع المجتمع في إسرائيل، وليست أخباراً عابرة!
مَن تابع ما يجري في الأحياء الأصولية الحريدية المتزمتة مثل حي بني براك في تل أبيب، وحي مائة شعاريم وبيت شيمش في القدس، وكذلك في مستوطنة إلعاد وغيرها من مستوطنات الأصوليين، فإنه سيكتشف أن هذه الدولة أصبحت دولة طالبان اليهودية، ففي حي مائة شعاريم مثلاً هناك حافلات عامة لا يُسمح للنساء أن يجلسن مع الرجال في كرسي واحد، وفي حي بني براك ومائة شعاريم، هناك أرصفة خاصة الرجال، لا يجوز للنساء السير فيها، ومن تخالف الأوامر تُرش برذاذ الفلفل!
سأظل أتذكر قصة طائفة غور الحريدية المتزمتة العام 2020 حين قررت الطائفة الرحيل من مدينة تل أبيب وحيفا، لأنهما مدينتان علمانيتان والسكن في مدن الحريديم: «أمر حاخام الحركة الحريدية الأصولية اليهودية، (غور)، يعقوب أريه إلتر، يوم 2012020 الجالية بالرحيل من مدينة حيفا، ليسكنوا في أحياء حريدية، متزمتة.
طائفة، غور الحسيدية، هي طائفة حريدية أصولية، يقدر عددهم في إسرائيل بحوالى، 13،000 أسرة، مقرهم الرئيس في، بروكلن، أميركا.
يسكن أتباعُ الطائفة في الأحياء الأصولية في القدس، بيت شيمش، أسدود، بني براك، كريات أربع.
رحلت مئات الأسر من هذه الطائفة، منذ عشرين عاماً من مدينة، تل أبيب، بسبب انتشار العلمانية، والاختلاط بين الرجال والنساء فيها، جرى الترحيل بطلب من حاخام الطائفة، وهو حفيد مؤسسها الأول، يتسحاق مائير إلتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *