في قلب العاصمة السعودية، وقف الكوميدي الأمريكي لويس سي.كيه على المسرح ساخرًا من كل شيء، حتى من المجلات الإباحية، في مشهدٍ اعتبره كثيرون انحدارًا تحت شعار “الترفيه”. وبينما يتجرأ الأجنبي على النكات الجريئة، يُساق الصحافيون في المملكة إلى المعتقلات بسبب تغريدة أو رأي.
تحت مظلة رؤية 2030، تغيّر المشهد: من التقشّف إلى الترف، ومن الخوف إلى الضحك الموجَّه. المملكة التي كانت تُغلّف كل شيء بالصمت، تفتح اليوم أبوابها للابتذال وتغلقها في وجه النقد. مسارح تُشيّد، وأضواء تلمع، لكن خلفها ظلّ ثقيل من الرقابة والخوف.
السعودية الجديدة تسمح بالنكات عن الجنس، لكنها تحظر النكات عن السياسة. تسمح بالتندر على سفاح القربى، لكنها تخشى ذكر خاشقجي. مشهد يختصر مفارقة القرن: حرية الترفيه مقابل تكميم العقول.
في مملكة ابن سلمان، حتى النكتة تحتاج إلى ترخيص، وحتى الكوميدي مهدد إن تجاوز الخطوط. هنا، في أرض النفط والإعدامات، لم يعد الضحك عفويًا… بل جزءًا من السلطة. ضحك مأجور في قفص مذهّب.