بعد أربعة عقود قضاها في السجون الفرنسية، عاد المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله إلى بيروت، كما غادرها قبل سنوات طويلة: صلبًا، ثابتًا، ورافضًا المساومة. لم تُطفئ الزنازين صوته، ولم تُقوِض سنوات الأسر إيمانه بأن المقاومة حق لا يُجرّم.
في أولى كلماته بعد التحرر، وجّه عبد الله تحية للشهداء، وأكد أن التحرير آتٍ، وأن إسرائيل تعيش آخر فصول هيمنتها. لم يتراجع، ولم يُهادن، بل سمّى الأشياء بأسمائها، مُدينًا بالصوت العالي صمت الأنظمة العربية، وعلى رأسها النظام المصري، عن مجازر غزة وتجويع أهلها.
جورج عبد الله، الذي تصنّفه فرنسا “إرهابيًا”، تحوّل في ذاكرة الشعوب إلى رمز نضال لا ينكسر، يجسّد فكرة أن الصمود في الداخل يبدأ بالفعل من الخارج. اليوم، لا يعود ليستريح، بل ليُدين، ويُطالب بكسر الحصار بالفعل لا بالشعارات.