أكد بدر عبدالعاطي وزير الخارجية المصري، أن الشرق الأوسط يقف على شفير الانفجار إذ تغيب كل مقومات السلم والأمن والاستقرار ولا يوجد احترام يُذكَر للشرعية الدولية، مضيفًا: “دقع الشعب الفلسطيني ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في حرب دروس وغاشمة وغير عادلة على مدنيين عزل”.
وشدد عبدالعاطي، خلال كلمته باجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للامم المتحدة، على أن قتل المدنيين في غزة مدفوع بإيدلوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتدمير والتجويع الممنهج وخطاب مسموم بالتحريض على العنف والكراهية، وامتدت أيادي العدوان على دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخر حلقاته العدوان الغاشم على قطر.
وأوضح، أن مصر أول مَن أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط بالزيارة الرئيس محمد أنور السادات للقدس عام 1977 لتنظر للواقع الآليم السائد بالمنطقة بعين القلق والمسؤولية في آن واحد، مضيفًا: “بعد عامين من العدوان الغاشم على غزة والانتهاكات اليومية بالضفة أضحت أسس السلام الذي استغرق نسجة أكثر من 45 عامًا في مهب الريح”.
وأكد، أن مصر لن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية .
و أضاف عبد العاطي، لن يمكن أن تنعم إسرائيل فيما ينعدم الأمن للآخرين، ولن تنعم المنطقة بالاستقرار دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، وذلك خلال إلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأشار إلى أن مصر تشارك مع قطر والولايات المتحدة في جهود وقف إطلاق النار، وأكد الاستعداد للبناء على رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، مثمنًا التزام واشنطن بالتعاون مع قادة المنطقة لإنهاء الصراع.
كما أكد أن مصر كانت وستظل أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى بناء نظام عالمي جديد يقوم على قواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، مضيفًا: “يدنا ممدودة للسلام، فلا تخذلوا أحلام أطفال يتطلعون لمستقبل مشرق”.
وفيما يخص الأزمات الإقليمية، شدّد الوزير على أهمية التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقًا للمرجعيات الدولية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا لإحلال الاستقرار ودعم مؤسساتها الوطنية، كما أكد كذلك أن مصر تدعم الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، وفي مقدمتها الجيش الوطني.
وبشأن ملف اللاجئين، أكد وزير الخارجية المصري ضرورة تقاسم الأعباء بشأنهم، منوهًا باستضافة بلاده أكثر من 10 ملايين لاجئ يعيشون في ظروف تحترم حقوقهم.
وعن الأوضاع في الصومال، شدّد على أن استقلال الصومال يمثل جزءًا لا يتجزأ من أمن الإقليم، وأن القاهرة تؤكد ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر باعتبارها شريانًا حيويًا للتجارة الدولية.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية المصري إنه كان من المفترض أن يكون الاحتفال بتأسيس الامم المتحدة مناسبة للتأمل في مسيرة المنظمة وكيفية التعزيز في حفظ الأمن وتحقيق الرفاهية للجميع، مؤكدًا أن السلام الحق يُبنى على أسس الإنصاف والتفاهم، ولا يولد بالقصف أو القوة أو تطبيع ترفضه الشعوب.
وأوضح أن مصر ملتزمة بالقانون الدولي ومتمسكة بتعزيز العمل متعدد الأطراف، وحذر من تداعيات الوضع الراهن والاندفاع إلى حالة من الفوضى، داعيًا لزيادة تمثيل الدول النامية في عملية اتخاذ القرار المالي العالمي ومعالجة أزمة المديونية.
وحول ملف سد النهضة الإثيوبي، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده مستعدة للاحتكام للقضاء واتباع الآليات القانونية بشأن سد النهضة، مؤكدًا أنها لن تتهاون إزاء حقوقها.
وأضاف حول هذا الملف، أن إثيوبيا اتخذت إجراءات أحادية بشأن سد النهضة وتوهمت أن مصر ستنسى حقوقها، مؤكدًا أن التعاون وفق القانون الدولي السبيل الأوحد لتحقيق المنفعة المشتركة.