“طفلة غزة المسنة”.. الطفولة تحت الحصار: لانا التي هرمها القصف قبل الأوان


🛑قصة مأساوية لطفلة غزية أنهكتها الحرب حتى بات يُطلق عليها طفلة #غزة المسنة.. ما حكايتها؟👇 pic.twitter.com/3p8aSMNb4z
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) May 18, 2025
وطن في غزة المحاصرة، حيث الحرب لا ترحم أحداً، ظهرت قصة لانا الشريف، الطفلة ذات الثمانية أعوام سابقًا، التي أصبحت تُلقب اليوم بـ “طفلة غزة المسنة”، بعد أن فقدت لون بشرتها تدريجيًا وشاب شعرها تحت وقع الصدمات النفسية. قصة لانا تختصر مأساة الطفولة في القطاع: طفولة أُرهقت بالقصف، وانهارت أمام العجز الطبي والدعم النفسي المحدود.
بدأت مأساة لانا في يناير 2024، حين تعرضت لغارة عنيفة على المنطقة التي لجأت إليها عائلتها بعد النزوح من رفح. أصيبت بنوبة هلع شديدة تركتها ترتجف لأيام، تلاها ظهور بقع بيضاء على وجهها ثم جسدها، وشيب تدريجي في شعرها. تشخيص الأطباء كان صادمًا: بهاق ناتج عن صدمة عصبية شديدة.
رغم مراجعات متكررة للأطباء، إلا أن الظروف داخل غزة، بما فيها نقص الأدوية والتجهيزات، ساهمت في تدهور حالة الطفلة. حاول والداها الوصول إلى وفود طبية أجنبية زارت غزة بشكل محدود، وبالفعل، تم فحصها من قِبل أطباء أجانب أكدوا أن حالتها تحتاج لعلاج بالخارج يشمل الليزر والدعم النفسي المتخصص.
لكن السلطات الصحية في غزة رفضت إضافة اسم لانا إلى قائمة الإحالة الطبية، معللين بأن الأولوية تُمنح لمرضى السرطان والقلب، وأن حالتها “ليست طارئة”. وُجهت لانا إلى العلاج النفسي داخل المخيم، لكنه لم يُحدث فارقًا حقيقيًا. تعاني لانا من رهاب دائم من القصف، وتخشى التنمر بسبب مظهرها المختلف، وتقول بوضوح: “ما يخيفني أكثر هو نظرة الناس لي”.
قصة لانا ليست استثناءً، إذ تُقدّر اليونيسف أن أكثر من 1.2 مليون طفل في غزة بحاجة إلى دعم نفسي وعقلي عاجل. كما تُشير تقارير حقوقية إلى أن 9 من كل 10 أطفال في القطاع يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، حتى قبل الحرب الأخيرة.
“طفلة غزة المسنة” أصبحت رمزًا مؤلمًا لطفولة تعاني في الظل، وصرخة حقيقية أمام الضمير العالمي، تُجسد كيف أن الحرب لا تقتل فقط الأجساد بل تُفني البراءة أيضًا.
“ولادة دون دماغ”.. إي أجرام لم ترتكبه إسرائيل؟