صمت يدوّي.. لماذا ابتلعت إسرائيل لسانها أمام صفقة الـF35 السعودية؟
صمت يدوّي.. لماذا ابتلعت إسرائيل لسانها أمام صفقة الـF35 السعودية؟

إسرائيل لم تهدأ.. بل تخطّط.. صفقة الـF35 مع #الرياض ليست “تنازلا” بل خُطوة أولى في هندسة نظام إقليمي جديد!

تل أبيب اختارت الصمت لأنها تنتظر الثمن.. والقصة أكبر من طائرات.. إنها “خريطة قوة” تعاد كتابتها الآن !! pic.twitter.com/aCGJC3lP5G

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) November 23, 2025

في الشرق الأوسط لا شيء يُترك للصدفة، وصمت إسرائيل على صفقة الـF35 بين واشنطن والرياض لم يكن هدوءًا بقدر ما كان حسابات باردة. فتل أبيب تدرك أن ما جرى هذا الأسبوع من اتفاقات النووي المدني للسعودية، إلى المقاتلات الشبح، وصولًا إلى القرار الأممي الذي يفتح الباب لدولة فلسطينية ليس نهاية المشهد، بل بدايته على طريق تطبيع سعوديإسرائيلي ترعاه الولايات المتحدة خطوة بخطوة.

تساؤلات البعض حول غياب صراخ نتنياهو تتجاهل أن الرجل بنى مسيرته على التناقضات؛ يعارض اليوم ما كان يدفع إليه بالأمس، ويصمت الآن لأنه يدرك أن اللعبة أكبر من صفقة طائرات. فالسعودية الجديدة تتحرك بثقة: أجواء تُفتح، زيارات علنية، وهجمات إيرانية تُصدّ بتنسيق غير معلن، بينما الـF35 إن وصلت فلن تهبط قبل سنوات طويلة وبشروط أمريكية تعيد رسم موازين القوة.

الصمت الإسرائيلي رسالة واضحة: لن تُقحم تل أبيب نفسها في صدام مع واشنطن، بل ستنتظر المكاسب. فالقانون الأمريكي يفرض الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل، والخيارات المطروحة خلف الأبواب المغلقة كثيرة: حوافز عسكرية ممتدة لعقود، تعاون لتطوير جيل جديد من المقاتلات، أو حتى فتح ملف الـF22 رابتور الذي كان محرّمًا للتصدير.

إسرائيل لا تنظر إلى المقاتلات التي قد تدخل سماء السعودية، بل إلى نظام إقليمي جديد يتشكّل، وتريد أن تكون إحدى جهات هندسته لا مجرد طرف يساير نتائجه. أما الصفقة نفسها؟ فما هي إلا تفصيل صغير داخل الصورة الأكبر: مشروع يعيد ترتيب الشرق الأوسط وفق مصالح واشنطن وتل أبيب والرياض معًا.

شاركها.