“صمت أبدي”..أحدث إبداعات الأديبة سوما الباز

»»

معين إبداعات أدباء المحروسة لن ينضب أبدا ، وقد أهدتنا الأديبة سوما الباز الملقبة ب”جنة الياسمين” غيضا ثريا من فيض إنتاجها الأدبي الفياض..
وننشر في هذه السطور قصتها القصيرة “صمت أبدي”.

يذكر أن الكاتبة الأديبة سوما ،هي عضو نادي أدب طلخا وشرف عام على مسابقة “أشرف بدير الأدبية” ورئيس قسم بإدارة طلخا التعليمية،ولها مجموعتان قصصيتان.

????
صمت أبدي

حزنها الصامت يقتلني، أفهمها دون كلام ولا عتاب، هي رفيقة دربي وسند السنين؟! حديثي معها ليلة أمس كان بمثابة خنجر مسموم طعنته في قلبها الضعيف دون رحمة. أتساءل كم من الوقت كفيل أن ينسيها حزنها هذا ؟.
أرجو ألا تحكموا عليّ بالقسوة، فتلك الصفة لا ليست في، فخلال رحلة عمر طويلة امتدت لعشرين عاماً كنت لها نعم الزوج والصاحب والأمان، وبعد خمس سنوات من زواجنا أصابها المرض، لم أُشعرها يوماً أنها ربما.

تكون مقصرة في أبسط متطلبات حياتي كزوج، يراودني حلم الأبوة مذ كنت شاباً. معها تناسيت حلمي ورغباتي، واكتفيت بها عن الدنيا والابن والصاحب.. ما حدث لم يكن لي أي دخل فيه، جاء دونما ترتيب أو قصد، فقد مال قلبي وتحركت مشاعري تجاه الأبوة من جديد ..أحبها وسأظل كذلك لأخر نفس لدي، ترددت كثيراً أن أصارحها فقد كان الأمر شديد الصعوبة، واتخذت قراري ليلة أمس أن أخبرها، خاصة عندما حملت زوجتي الجديدة بابني المنتظر، وهنا كانت المصارحة حتمية. أعلم أن الموقف صعب، ولكن لا بد من مصارحتها وكلي أمل في أن تسعد من أجلي، وتعامل الطفل القادم كأنه ابنها؟! فهي صاحبة قلب كبير يغمرني دوماً بطيبته ومحبته.
أدهشني موقفها فقد كانت راضية، لم تَثُر ولم تتخذ ردة فعل تعبر عن صدمة انتابتها، وقالت بهدوء: “مبارك يا حبيبي لقد كنت أطلب منك دائما أن تفعلها فسعادتك هي سعادتي”.
كلماتها تأسرني ولكني أشعر بما يختلج به قلبها. استيقظت مبكراً وشاركتني إفطاري قبل أن تودعني بابتسامتها، ودعواتها كعادتها خلال الأعوام الماضية، ذهبت إلى عملي شارد الذهن، لأن صورتها ونظرتها الحزينة التي حاولت إخفاءها لم تفارقني.
حسنا فلينتظر العمل وكل شيء، لابد أن أذهب إليها وأقضي يومي في محاولة للتخفيف عنها.
انحدرت دموعي في صمت، وأنا أتأملها نائمة مثل الملاك، وناديتها فجاوبتني.. بصمت أبدي.