صحيفة عبرية: هل سنشتاق لأيام أبو مازن؟
يديعوت أحرنوت- بقلم سمدار بيري – ثمة نبأ عن تدهور مفاجئ في الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن نشر في صحيفة “الأخبار” اللبنانية، ومن هناك حصل على أجنحة واقتبسته وسائل الإعلام الإسرائيلية. غير أن “الأخبار” تعد ناطقة بلسان وأداة في أيدي منظمة “حزب الله” في لبنان، وتقف إيران من خلفه. بكلمات أخرى: لا يدور الحديث عن صحيفة حيادية، بريئة من المصالح السياسية. ورغم أن نشطاء حماس في الضفة الغربية لم يذكروا في النبأ الأصلي، كان من السهل تخمين أنهم كانوا مصدر النبأ أو على الأقل سبب نشره في هذه الأيام.
لم يعد أبو مازن زعيماً شاباً، فهو ابن 88، ورافض انتخابات في السلطة الفلسطينية، وكان يفترض ألا يتجاوز أربع سنوات في منصب رئيس السلطة، لكنه عملياً يفعل هذا منذ 19 سنة. شخص في عمره، من الصعب التصديق بأنه سيكون سليماً تماماً، وألا يجتاز فحوصات موسمية، ومن الصعب التصديق بأن إسرائيل لا تعلم بهذه الفحوصات. أمينة أيضاً، عقيلة أبو مازن، التي تفضل السكن في الأردن، اجتازت علاجات طبية في “ايخلوف” في تل أبيب، وأبو مازن أيضاً واصل فحوصاته وعلاجاته داخل إسرائيل سراً، إلى أن أعلن حرده وأوقف طلاته السرية.
بعمره الطاعن، مع تاريخ طويل من التدخين الثقيل جداً (حسب الشائعات، خفض عدد السجائر في الأشهر الأخيرة) وأمراض أخرى، يمكن لأبو مازن أن يختفي عن المشهد العام دفعة واحدة – غداً، بعد غد أو بعد سنة. ازداد سمنة جداً مؤخراً، ويسير بثقل، يتحدث بصوت مختلف لكنه يؤدي وظائفه. المسؤولون الفلسطينيون الذين يثرثرون لأنفسهم حتى الجنون في آذان إسرائيلية لا يلاحظون “مرضاً خاصاً” لدى أبو مازن، لكن رحى معارك الخلافة تدور من خلف ظهره الآن: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف حسين الشيخ، ووزير شؤون المخابرات ماجد فرج (المفضل الإسرائيلي)، والسجين المؤبد مروان البرغوثي، وكذا محمد دحلان في المنفى المحوط بدلال عظيم بجوار كرسي حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد. كل واحد من المتنافسين بأسمائهم أنفسهم ينتظر اللحظة المناسبة لينقض على كرسي الرئاسة. أبو مازن، الواعي لسنه ولحالته الصحية، لم يتكبد ولا يتكبد عناء الإعلان عن خليفته. من ناحيته، فليصخب العالم ويتقلب بعد أن ينزل عن الساحة.
رحلة رئيس السلطة الفلسطينية الآن إلى الصين لم تولد صدفة؛ فبعد انتصار الوساطة الصينية بين إيران والسعودية، سارع حاكم الصين شي جينبينغ، لعرض خدماته كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، ودعا أبو مازن لمحادثات مدة ثلاثة أيام كخطوة أولى، وسيبعث بدعوة لنتنياهو لاحقاً. لا يهم الزعيم الصيني إذا كانت إسرائيل معنية بمسيرة سياسية مع الفلسطينيين، وإذا كانت الوساطة الصينية تبدو بأنها الإمكانية الأصح لها.
إن النبأ عن حالة أبو مازن الصحية كان يمكنه أن ينشر قبل شهر أو أسبوعين، كما يمكنه على ما يبدو أن ينشر في الشهر الماضي مرة أخرى. فهذا سيحصل ذات يوم، وسيرحل أبو مازن، أو سيغرق في الصمت. عندما يرحل سنتذكره بالأشواق بأنه الزعيم الفلسطيني الذي وإن كان عوض عائلات الإرهابيين بالمال لكنه لم يشجعهم على الخروج إلى عمليات إرهاب وقتل الإسرائيليين.