صحيفة عبرية: نتنياهو يلهو بـ”فتاته المطاطية” غالانت
يديعوت أحرنوت بقلم سيما كدمون ما رأيناه أمس في خطاب رئيس الوزراء، هو بيبي الذي عرفناه؛ ذاك الذي يكذب بلا خجل، وبدلاً من أن يحل المشكلة يقول بأنه لا توجد مشكلة. وهذا ما فعله بعد أن طوى يوآف غالنت وكأنه فتاة مطاطية ورتب له تصويتاً مناسباً، وحين أعطى دودي أمسلم سلطة الشركات. ومن يدري ما الذي سيعطيه لمن في الطريق إلى التشريع في الأسبوع القادم. خسارة على غاليت ديستل التي فقدت أمس منصبها كوزيرة الإعلام. احتل نتنياهو مكانها. وما فهمناه أمس من وزير الإعلام نتنياهو، أنه لا يتوقف. فهو سيواصل القانون الأكثر إشكالية، للجنة انتخاب القضاة، ويعد بكل أنواع الوعود للمستقبل، مثل فقرة التغلب وقانون مساواة الحقوق، تلك الوعود التي لا يصدقها أحد.
حتى هنا، قال نتنياهو بصوته الأجش أمس، بينما يضحك على ملايين الأشخاص الذين أملوا بشيء ما آخر تماماً. وتبين سبب هذا بسرعة شديدة: بعد أن أجيز قانون الأهلية، لم يعد يخاف أحداً. في واقع الأمر، قال للمستشارة القانونية للحكومة: أنا أستخف بكل تضارب المصالح الذي وقعت عليه، وأفعل ما يروق لي. صحيح أني كنت من قبل مشاركاً في الإصلاح حتى أطراف شعري، لكن يمكنني الآن التحدث عن هذا علناً. وهاكم، سيداتي سادتي، الأزمة الدستورية الأولى.
لم تكن أي مصالحة في خطابه أمس. سيطرح قانون تعيين القضاة الأسبوع القادم للقراءتين الثانية والثالثة. والحكومة ستنتخب رئيس المحكمة العليا إضافة إلى قاضيين آخرين. وهو كل ما أراده لفين منذ البداية في إصلاحه. وكذا قانون درعي 2 سيدفع قدماً في إجراء عاجل منذ الأحد. وغالنت، الجبان، الخاضع، الذي قبل بضع ساعات من ذلك، اعتبر بطلاً محلياً – نزل إلى المنزلق الخلفي. لم يحل له نتنياهو أي مشكلة، وسيتعاظم الضرر الذي سيلحق بالجيش.
أنا منصت لمخاوف الطرف الآخر، قال نتنياهو بلا خجل. وأضع كل اعتبار آخر جانباً، أضاف. سأفعل كل ما هو ممكن كي أصل إلى حل. يخيل إليّ أن كلمات مثل “متصالحة” لم تنجح قط في صب مثل هذا القدر الكبير من الوقود على الاحتجاج. ما رأيناه أمس هو أم مسيرة السخافة، قمة السخافة السياسية التي أساسها في الرجل الذي يقف على رأس الدولة ويبيدها بكلتا يديه.
كل شيء بدأ بالبيان الشاذ من سارة نتنياهو أمس، والذي كان السنونو الأول – إذا كان ممكناً استخدام هذا التشبيه الرقيق في سياق هذه العائلة – الذي بشر بما يبدو أنه يوشك على الوقوع، ثم وقع في نهاية المطاف. سارة نتنياهو دعت للعمل على إجماع واسع في الشعب. نعم، نعم، هذه هي نتنياهو إياها التي اتهمت المتظاهرين قبل بضعة أسابيع بأنهم كادوا ينفذون فيها فتكاً حين زارت صالون الشعر في ميدان الدولة. بيان السيدة، بعد وقت قصير من نبأ عن المؤتمر الصحافي الذي سيجريه غالنت والذي كان من المتوقع أن يدعو فيه إلى وقف التشريع، أكد الاتجاه الذي نسير فيه: انعطافة في هذه الحبكة الهاذية التي ما كان لأعظم كتاب السيناريو أن يكتبها.
التفسير السهل كان أن نتنياهو وزوجها لا يمكنهما السماح لنفسيهما أن يتلقى غالنت كل المجد كمن أوقف الكارثة في الوقت المناسب، والذي وقف كزعيم وربما حتى بدأ معركة الخلافة في الليكود. لا، لا. لن يسمح نتنياهو بهذا. إذا كان أحد ما سيوقف هذا التشريع، وإذا كانت حاجة لذلك، فإنه هو. لن يأخذ أحد خطوته هذه. ولعل نتنياهو بالإجمال لم يرد إلا قانون الأهلية هذا. ولأجل هذا روج لكل الانقلاب. والآن نجد المتآمر الأكبر ينزلنا عن الشجرة بعد أن رفعنا جميعاً إليها.
صباح أمس، نشر ناحوم برنياع بأن وزير الدفاع حذر نتنياهو من أن التشريع سيمس بالجيش، وطلب منه أن يوقفه بالقراءتين الثانية والثالثة. ومع ذلك، تبين أن غالنت لا يعتزم التصويت ضد القانون أو حتى الامتناع عن التصويت. ما بدا كفعل جبان آخر لكبار رجالات الليكود، وهي لعبة مقبولة في هذا الوقت، معناها السير مع والشعور بلا، أو في حالة هذه العكس.
ومع ذلك، لأول مرة هذا الأسبوع لوحظت شقوق في السور المنيع الذي أبداه الليكود. فقد بدأ وزراء بالحديث عن تحفظهم. وفجأة، أصبح الحديث يدور عن لباب متوقف في حفرة البركان يهدد بالانفجار في كل لحظة، مثل ديختر الذي كشف هذا الأسبوع بأن الثورة السلطوية ستؤدي إلى وجود سلطة واحدة وليس ثلاث سلطات مثلما يفترض أن يكون. ومثل بركات، الذي وقف مع موقف علني له قيمة ما في موضوع الأزمة الدستورية حين أعلن بأنه سيطيع قرار المحكمة. من جهة أخرى، لم يقل ما هو متوقع ممن يعد نفسه لأن يكون زعيم الليكود الثاني – بأنه لن يصوت مع الانقلاب النظامي لنتنياهو ولفين.
ليس واضحاً ما الذي ينتظر نتنياهو، فضلاً عن كبار الليكود، الذين يصعب عليهم بعد هذا العصر الرهيب أن ينظروا إلى وجوههم في محيطهم الطبيعي. ما الذي سيقوله إسرائيل كاتس لأحفاده، أين كان في هذه الفترة التاريخية، حين تمسك بالوزارة السخيفة التي رتبوها له بأظفاره. وماذا سيقول ديختر الذي تشقق اسمه الطيب في أوساط رفاقه في وحدة الأركان تماماً. وغالنت، الذي بخضوعه لنتنياهو أمس، حين تخلى عن خطابه، خان وظيفته كمسؤول عن جهاز الأمن، وكيف سينظر إلى وجوه رفاقه من الوحدة البحرية إلى وجوه العائلات الثكلى تلك التي فقدت أعزاءها وتلك التي ستفقدهم إذا لم يكن قادراً على الوقوف أمام منفذي الدمار داخل الجيش وجهاز الأمن.