اهتزّت أروقة الإعلام البريطاني بعد انكشاف فضيحة مدوّية تورّطت فيها صحيفة “ذا تايمز” بنشر مقابلة مفبركة ضد المرشح المسلم الأوفر حظًا لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني. المقالة نَسبت تصريحات كاذبة إلى العمدة السابق بيلي دي بلاسيو، زعمت فيها أنه انتقد خطط ممداني ووصفها بأنها “غير محسوبة”، قبل أن يتبيّن أن الشخص الذي تحدّث للصحيفة كان مُنتحلًا لشخصية دي بلاسيو بالكامل.
الصحيفة، التي لم تتحقق من هوية المتحدّث قبل النشر، أضافت أيضًا مزاعم عن علاقات ممداني داخل الحزب الديمقراطي، قبل أن تضطر لاحقًا إلى سحب المقالة وتقديم اعتذار رسمي بعد موجة غضب واسعة. غير أن الضرر السياسي والإعلامي كان قد وقع بالفعل، قبل أسابيع فقط من الانتخابات.
ناشطون وحقوقيون وصفوا ما حدث بأنه هجوم على الهوية لا على السياسة، مشيرين إلى أن ممداني، المسلم من أصول مهاجرة، يتعرّض لاستهداف منظم بسبب مواقفه التقدمية وبرنامجه القائم على العدالة الاجتماعية والإسكان الميسّر وحقوق الأقليات.
الفضيحة، التي هزّت الثقة في واحدة من أعرق الصحف البريطانية، أعادت النقاش حول دور الإعلام في تغذية التمييز ضد الأقليات وتذكّر الجميع بأن التضليل، مهما كان محكمًا، لا يصمد طويلًا أمام الحقيقة وإرادة التغيير.
