“شبح” محمد الضيف يطارد الإسرائيليين بصورة جديدة .. تفاصيل
تتفاعل مختلف الأوساط الإسرائيلية مع صورة جديدة للقائد العام لـ”كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمد الضيف نشرتها القناة 12 العبرية الليلة الماضية، قالت إنها جديدة، يظهر فيها أبيض الشعر وبعين متأذّية.
وذكر الصحافي في صحيفة “معاريف” بن كسبيت، أن الصورة المتداولة تعود إلى عام 2018، وأن لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي توثيقاً جديداً للضيف يظهر فيه وهو يتحدث ويتحرك داخل غرفة في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كما يبدو.
بدوره، قال موقع “واينيت” (موقع صحيفة يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، اليوم الخميس، إن الصورة التي نُشرت أمس أثارت جلبة كبيرة في إسرائيل.
ونجا محمد الضيف من سبع محاولات اغتيال على الأقل، بما في ذلك خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وعلى غرار ما ذكرته “معاريف”، أشار “واينيت” أيضاً إلى أن الصورة تعود على ما يبدو لعام 2018، مضيفاً أنها التقطت كما يبدو خلال نشاط اجتماعي، بحيث يظهر إلى جانبه أحد مساعديه.
وتابع الموقع العبري أنه “لا يمكن رؤية يد وقدم محمد ضيف في الصورة كما أن عينه (اليمنى) أصيبت كما يبدو خلال إحدى محاولات اغتياله”.
وبحسب الموقع، “كانت وحدة جمع الوثائق التابعة لقسم الاستخبارات الإسرائيلية قد عثرت على فيديو يعود إلى 6 أكتوبر في منشأة سرية شمال قطاع غزة، يظهر فيه الضيف وهو يتحدث ويمشي داخل الغرفة ويبدو أنه يعرج من قدمه”.
ولا يزال الضيف بحسب الموقع العبري “يوصف في إسرائيل بالشبح، بحيث إنه أقل من تتوفر حوله معلومات من بين جميع المطلوبين من حركة حماس”.
وعقّب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري، على الموضوع مساء أمس الأربعاء، خلال الإحاطة الصحافية قائلاً: “لن أتطرق إلى ما نُشر حول محمد ضيف. علينا العثور عليه وقتله مهما تطلب ذلك من وقت. هذه مهمة يجب القيام بها. خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة عثرنا على الكثير من المعلومات الاستخباراتية خاصة في الأنفاق تحت الأرض. هناك الكثير من الغرف والأقراص. أخذنا الأقراص وسيقوم جهاز الأمن العام (الشباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بتفكيكها واستخراج المعلومات منها”.
وقبل نحو 10 أيام، كشفت صحيفة “معاريف” معلومات جديدة بشأن قائد “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، محمد الضيف، قائلة إنه بصحة جيدة نسبياً، بخلاف ما كانت تظن الاستخبارات الإسرائيلية بأنه مقعد وغير قادر على المشي، وأن جسمه لا يؤدي وظائفه.
محمد الضيف.. سنوات طويلة من المطاردة الإسرائيلية
وأفادت الصحيفة بأن الاحتلال الإسرائيلي عثر على عدد من مقاطع الفيديو تعود للآونة الأخيرة، وتشير إلى أن الضيف الذي تطارده دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، حي يرزق وبكامل طاقته.
ويظهر الضيف في أحد مقاطع الفيديو، بحسب ما ذكرته الصحيفة، وهو يمشي على قدميه مع عرج طفيف، كما يظهر جالساً في فيديو آخر.
وتشير مقاطع الفيديو المختلفة التي قالت الصحيفة إن إسرائيل حصلت عليها، إلى أن وضعه الصحي جيد جداً، وأفضل بكثير مما كانت تشير إليه التقديرات الإسرائيلية بعد عدد كبير من الهجمات، وعمليات القصف، ومحاولات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضده وأصيب في بعضها.
وأضافت الصحيفة أن محمد الضيف يستطيع المشي على قدميه بقواه الذاتية ولا يحتاج إلى كرسي متحرك، كما يبدو أنه قادر على استخدام كلتا يديه.
وذكرت تقديرات إسرائيلية سابقة أن محمد الضيف أصيب بجروح خطيرة، لكنه عاد واستجمع قواه في السنوات الأخيرة، كما هدّد بأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً بسبب انتهاكاتها المتكررة في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وأشارت الصحيفة في حينه، إلى أن حقيقة وجود الضيف على قيد الحياة وبصحة جيدة، وقادرا على إدارة الأمور، تتناقض كلياً مع تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بشأنه في السنوات الأخيرة.
وكان التصور الإسرائيلي حتى اكتشاف مقاطع الفيديو أن محمد الضيف يحتاج إلى مساعدة من قبل آخرين، وأنه يتنقل في سيارة إسعاف، ويستعين بكرسي متحرك، ويعاني من صعوبات وظيفية كبيرة، وعليه، في اليوم الذي ستُفحص فيه إخفاقات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية بمختلف السياقات، فإن الوضع الصحي لمحمد الضيف سيحظى بفصل منفصل.
واعتبر عدد من المحللين والمراقبين الإسرائيليين ذلك فشلاً استخباراتياً آخر يضاف إلى الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، بما في ذلك الاكتشاف المتأخر للنفق الضخم القريب من حاجز بيت حانون (إيريز) قبل أيام، والذي وظفته المقاومة أيضاً في عملية “طوفان الأقصى”.