روبرت فورد يقر بتدريب أحمد الشرع على الرئاسة منذ عام 2023

21 مايو 2025Last Update :
صدى الاعلام_في تطورٍ بارز يُسلّط الضوء مجددًا على العلاقات الأميركية السورية، كشف السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، عن تورط أميركي في “إعادة تأهيل وتدريب” الرئيس السوري أحمد الشرع من خلال سلسلة لقاءات بدأت عام 2023، عندما كان الشرع لا يزال يقود جماعة “هيئة تحرير الشام” المسلحة والمصنفة إرهابيا تحت اسم أبو محمد الجولاني.
وصرح فورد خلال محاضرة ألقاها في “مجلس الشؤون العالمية في بالتيمور”، المدينة الأكبر في ولاية ميريلاند، والقريبة من العاصمة واشنطن، ، بأنه شارك ضمن فريق أوروبي اختارته منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، عقب فشل المفاوضات مع نظام بشار الأسد. وكانت مهمة الفريق هي المساعدة في نقل أبو محمد الجولاني “من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة الاعتيادي” ليصبح شخصية سياسية ودبلوماسية بارزة. وأشار فورد إلى أن هذه الجهود جزء من عملية إعادة تأهيل سياسية غربية أوسع نطاقًا.
وأكد فورد أن أول لقاء له مع الشرع كان في آذار 2023، واصفًا الحوار بأنه كان “حضاريا”. وأعقب اللقاء لقاء ثانٍ في أيلول، واجتماع ثالث أخير في كانون الثاني 2025 استمر لعشرة أيام داخل القصر الرئاسي في دمشق بعد تولي الشرع منصبه.
وأشار إلى أنه كان مترددًا للغاية في البداية بشأن لقاء الشرع، قائلًا: “تخيلت نفسي وكأن سكينا على رقبتي ؛ لكن بعد التحدث إلى عدة أشخاص دخلوا والتقوا [بالشرع] شخصيًا، قررتُ اغتنام الفرصة”.
يشار إلى أن فورد كشف علنا ما هو معروف لدى الجميع في العاصمة الأميركية، عن وقوف الولايات المتحدة وبريطانيا وراء “التمرد” السوري كمن لحظته الأولى، والذي تطور في إطار مؤامرة خطة “تيبمبر سيكامور” التي طورتها في عام 2012، المخابرات المركزية الأميركية ( CIA ) والمخابرات البريطاني ، MI5 ، بتمويل من دول الخليج الثرية ، والتي لفقت معظم الاتهامات الموجهة للنظام السوري عبر أكثر من عقد، والتي تكللت بتلفيق المعلومات التي أدت إلى تبني “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات شديدة على سوريا، أدت في نهاية المطاف للإطاحة بالنظام السوري.
كما أن تنظيم ما عرف باسم “الخوذ البيضاء” تم أسس وفق خطة “تيبمبر سيكامور Timber Sycamore ” بحسب ما كشف في السنوات الأخيرة.
كما يشار أن الخبير الأميركي ، والمسؤول الأميركي السابق، البرفسور الذي يدرس في جامعة كولومبيا، جيفري ساكس، كان قد كشف هذه التفاصيل مرات عدة، مؤكدا أن الولايات المتحدة عملت على الإطاحة بالنظام السوري تاريخيا، إلا إذا قطع علاقاته بإيران وطبع العلاقات مع إسرائيل.
وروى فورد حوارًا دار بينهما خلال لقائهما الأخير، قال فيه للشرع: “لم أتخيل أبدًا أنني سأجلس بجانبك في القصر الرئاسي”. فردّ الشرع: “ولا أنا، لكنني أحب أن أفاجئك دائمًا يا سيد روبرت”.
وقال فورد إن ما أثار اهتمامه خلال الاجتماع هو أن الشرع (الذي كان لا يزال أبو محمد الجولاني آنذاك) “لم يعتذر قط عن الهجمات الإرهابية في العراق أو سوريا”. ومع ذلك، قال الشرع: “أعلم أن التكتيكات والمبادئ التي كنت أتبعها في العراق لا تنطبق على حكم أربعة ملايين شخص [في إدلب”.
وكانت الولايات المتحدة قد ألغت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار يوم 20 كانون الأول 2024، بعد أقل من أسبوعين لسيطرة أبو محمد الجولاني على دمشق، لمن يدلي بمعلومات تُفيد باعتقال الزعيم الفعلي لسوريا، أحمد الشرع، عقب اجتماعات بين دبلوماسيين كبار وممثلين عن هيئة تحرير الشام. وصرحت يومها مساعدة وزير الخارجية الأميركي آنذاك، باربرا ليف، بأن النقاش مع الشرع كان “مثمرًا للغاية”، وأنه بدا “براغماتيًا”.