رمضان في الإعلام العربي.. هكذا تراه تل أبيب!

وطن يُفترض أن يكون شهر رمضان مناسبةً للروحانية والتأمل واستحضار القضايا العادلة، ولكن يبدو أن الإعلام العربي الرسمي اختار طريقًا مختلفًا، على الأقل من منظور الصحافة الإسرائيلية.
الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع زعماء عرب، عبّرت عن دهشتها من المحتوى الذي يقدمه الإعلام العربي خلال شهر رمضان. كتبت من تل أبيب متسائلة: “37 مسلسلًا، ولا أثر لفلسطين! لا غزة، لا أقصى!”، في إشارة إلى غياب أي محتوى يتناول القضية الفلسطينية في أضخم إنتاجات الموسم الرمضاني.
بيري، التي تصف الإعلام العربي بأنه حقق “معجزة”، أشارت إلى أنه في الماضي كانت القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في صلب مسلسلات الجاسوسية والمقاومة، أما اليوم، فكل ذلك اختفى تمامًا. لم تكتفِ بهذا، بل قالت إنها راجعت مضمون المسلسلات الرمضانية المنتظرة ولم تجد فيها أي إشارة لإسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، وكأنها غير موجودة في المشهد العربي!
المفارقة التي أثارت دهشة الصحفية الإسرائيلية أن الإعلام العربي في الماضي كان يضع الاحتلال الإسرائيلي في قلب أحداث الدراما، أما اليوم فكل شيء تغيّر. لم يعد هناك حديث عن نكبات أو حروب، لا مواجهات ولا حتى مؤامرات. حتى أن بيري سخرت من الأمر قائلة: “إنه شهر رمضان بدون إسرائيل”، وكأن الاحتلال لم يكن يومًا جزءًا من الواقع العربي!
لكن هل كان هذا غيابًا عفويًا أم مقصودًا؟ وهل هو مجرد صدفة أن تتجاهل المسلسلات الدرامية العربية القضية الفلسطينية، بينما تهيمن مواضيع أخرى بعيدة عن الشأن السياسي والمقاومة؟
في الوقت الذي تغيب فيه فلسطين عن المشهد الرمضاني، لا تغيب عن الواقع. ما زالت غزة تحت القصف، والمسجد الأقصى في مرمى التهويد، والمقاومة مستمرة. فهل اختار الإعلام العربي أن يصوم عن الحقيقة هذا العام؟ أم أنه يفرض على الجماهير صيامًا إجباريًا عن قضيتهم الأولى؟
“اسمه يوسف وشعره كيرلي”.. مسلسل مصري يستهزىء بمأساة غزة (فيديو)