رعب وتحذير في إسرائيل من انسحاب قطر من الوساطة مع حماس.. ما الذي يخيف تل أبيب؟ وطن
وطن يبدو أن زلزلال سياسيا ضرب إسرائيل في أعقاب تحذير دولة قطر للتوقف عن دور الوساطة فيما يخص الأوضاع في قطاع غزة، وسط تحذيرات عبرية من خسارة الدور الذي تلعبه الدوحة.
وحذرت صحيفة “هآرتس” العبرية من خسارة دور قطر كوسيط بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على ضوء إعلان الدوحة أنها بصدد إعادة تقييم دورها في الوساطة.
خلق ديناميكية فريدة
وقال المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس”، تسيفي بارئيل، إن تنفيذ قطر لتحذيرها، من شأنه توجيه ضربة خطيرة للمفاوضات وفرص إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف أن ذلك ليس فقط لأن الدوحة تتمتع بنفوذ كبير على حماس، بل لأنها أيضا تمكنت من خلق ديناميكية فريدة في المفاوضات.
في سياق متصل، نقلت “هآرتس” عن مصدر مطلع قوله إن ممثلي إسرائيل في المفاوضات وليس الحكومة، يتمتعون بوضع الشركاء مع القطريين وباتت هناك معرفة شخصية بين الطرفين ما أدى إلى احترام متبادل وهو أمر حيوي لنجاح المفاوضات.
يُشار إلى أن الوساطة القطرية أدت إلى إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كما أنها وفرت قناة مفتوحة بين حماس والولايات المتحدة.
إلا أن الصحيفة حذرت من أن تراجع دور الوساطة القطرية من شأنه أن يوجه ضربة قاسية للمفاوضات.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، كان قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، أن الدوحة تجري تقييمًا لدور الوساطة بين “إسرائيل” وحركة حماس، بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وستتخذ القرار “المناسب”.
وأشار محمد بن عبدالرحمن إلى أن الدوحة ساهمت بشكل إيجابي بناء تجاه المفاوضات، وحاولت كسر الهوة بين الأطراف، والمسألة أخذت شهورا طويلة، والخلافات كانت واسعة، وأن قطر حاولت مع الشركاء في مصر والولايات المتحدة كسر تلك الهوة وتقديم مقترحات.
وصرح رئيس الوزراء القطري: “للأسف هناك إساءة لاستخدام هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، وهذا يستدعي تقييما شاملا لدور الوساطة”.
ولفت إلى أن الدوحة انخرطت في الوساطة من منطلق إنساني ووطني وقومي لحماية الأشقاء في فلسطين.
لكنه تابع: “للأسف، هناك مزايدات من بعض السياسيين أصحاب المصالح الضيقة، إذ يحاولون القيام بحملات انتخابية، ويقولون في الغرف المغلقة أشياء مختلفة تماما عن العلن”، دون أن يحددهم.
وأشار إلى أن قطر ستتخذ القرار المناسب (بشأن ذلك التقييم) في الوقت المناسب.