في مشهد يعكس عمق التحوّل في المواقف العربية، كشفت تقارير عن رسالة غاضبة وجّهتها كلٌّ من الإمارات والسعودية والبحرين إلى واشنطن، ليس احتجاجًا على المجازر في غزة، بل لأن المقاومة لم تُهزم.
الرسالة، بحسب التسريبات، انتقدت ما وصفته الدول الثلاث بـ«تساهل الوساطة» مع حماس، واعتبرت أن استمرار سلاحها يعني رفض المشاركة في إعادة إعمار غزة — وكأن الإعمار لا يُمنح إلا بثمن الصمت والاستسلام.
هكذا تحوّل المال العربي من سلاحٍ في وجه الاحتلال إلى رشوةٍ تُقدَّم له باسم السلام، وتحولت بعض العواصم من حُماةٍ للعروبة إلى حرّاسٍ لأمن إسرائيل.
هي مرحلة الانكشاف التام، حيث تُفضَح الرسائل وتُسقِط الأقنعة عن وجوهٍ تصفق للقاتل وتدين من يقاتل دفاعًا عن أرضه.
لكن غزة — كما أثبتت دائمًا — لا تنتظر أموالهم،
فهي تعيد إعمارها بالكرامة، حجَرًا فوق حجَر، وجيلًا بعد جيل.