ردّ اسرائيل على المبادرة العربيّة حول غزة : ديرمر يناقش في واشنطن احتلال القطاع وفرض الحكم العسكريّ

أفادت وسائل الإعلام العبريّة أنّ ديوان رئيس رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يرفض التعليق على مضمون اجتماعات الوزير للشؤون الإستراتيجيّة، رون ديرمر، مع مستشار الأمن القومي الأمريكيّ مايك والتز وغيره من كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع والدبلوماسيين الأمريكيين.
وأوضحت المصادر السياسيّة في تل أبيب، طبقًا لمجلّة (تايمز أوف إسرائيل) أنّه خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع، سيناقش وزير الشؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر خطة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي لـ (تايمز أوف إسرائيل)، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الخطة ستشمل قيام الجيش الإسرائيلي بتوزيع المساعدات الإنسانيّة على سكان القطاع، طبقًا لمزاعمه. ويرفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على مضمون اجتماعات ديرمر مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز وغيره من كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع والدبلوماسيين الأمريكيين.
علاوة على ذلك، أشارت المصادر الرفيعة إلى أنّه حتى الأسبوع الماضي، كان من المقرر أنْ يسافر مستشار الأمن القومي الإسرائيليّ تساحي هنغبي أيضًا، لكنه لن يقوم بالرحلة، كما قال مكتب رئيس الوزراء دون تقديم سبب لهذا التغيير. وغادر الوزير ديرمر إلى واشنطن أمس الأحد.
ووفقا لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، التي اعتمد على مسؤولين سياسيين كبار في تل أبيب، فإنّ ديرمر يترأس وفدًا من مجلس الأمن القوميّ والجيش الإسرائيليّ وجهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) ووزارة الخارجية وهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية. وشدّدّت المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب على أنّ دولة الاحتلال تجنبت حتى الآن الدفع باتجاه الحكم العسكري لقطاع غزة، ولكن مع وجود رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي ووزير دفاع جديد، ناهيك عن وجود رئيس جديد في البيت الأبيض، يبدو أنّ التفكير الإسرائيلي قد تغيّر.
وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة إنّ اجتياح غزة واحتلالها سيتطلب ما يصل إلى خمس فرق من الجيش الإسرائيليّ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ جيش الاحتلال بات متعبًا ومنهكًا من الحرب المُستمرّة، وخصوصًا جنود الاحتياط، على حدّ تعبيرهم.
وتدرس القيادة السياسيّة والعسكريّة الإسرائيليّة خططاً لشنّ حملة برية جديدة في قطاع غزة، قد تشمل احتلالًا عسكرياً كاملاً للقطاع لعدة أشهر أو أكثر، وفق ما ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين وأشخاص مطلعين، قولهم إنّه “من المرجح أنْ تشمل التكتيكات الجديدة الأكثر عدوانية السيطرة العسكرية المباشرة على المساعدات الإنسانية، واستهداف المزيد من قيادات حماس المدنية، وإجلاء النساء والأطفال والمدنيين غير المقاتلين الذين تمّ التحقق منهم إلى ‘مناطق إنسانية’، ثم فرض حصارٍ على من تبقى، في تكتيك أكثر شدة، مما تم استخدامه العام الماضي في شمال غزة”.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنّهم لا يزالون بانتظار نتائج محادثات وقف إطلاق النار الجارية، وإنّه لم تُتخذ أي قرارات بعد بشأن ما إذا كان سيتم تصعيد المرحلة الحالية من الهجوم، والتي تركزت حتى الآن في الغالب على القصف الجوي، إضافة إلى توغل بري وصفته إسرائيل بأنه “محدود”.
جديرٌ بالذكر أنّ محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، نقل اليوم عن مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ واسعة الاطلاع في الكيان قولها إنّ إشعال الجبهات في كلٍّ من غزّة ولبنان واليمن يخدم الأجندة السياسيّة لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي يسعى بخطىً حثيثةٍ لتحويل دولة الاحتلال إلى دولةٍ ديكتاتوريّةٍ ومتزمتةٍ دينيًا، لأنّ هذا هو الحلّ الوحيد الذي يضمن استمرارية حكومته في البقاء، على حدّ تعبير المصادر.