في خطوة تصعيدية جديدة، يواصل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تهديداته ضد إيران، ملوّحًا بخطة اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة. ورغم التصريحات الهستيرية، يبدو أن نتنياهو، الذي يدير حربًا غير متوازنة في الشرق الأوسط، يعتقد أن قتل “رأس الأفعى” سيؤدي إلى إنهاء النزاع بشكل سريع. لكن هل هذا هو الحل الحقيقي؟

نتنياهو، الذي طالما وصف إيران بـ “العقبة المركزية” أمام تطلعاته العسكرية، يبني استراتيجيته على افتراضات تتجاوز الواقع. هل يبحث عن “سلام سريع” عبر المزيد من الدماء؟ أم أن رؤيته للسلام تستلهم من أفلام الأكشن الهوليوودية حيث الأبطال ينهون الحروب بضربة قاضية؟

ولكن يبقى السؤال الأكبر: هل تعتقد إسرائيل أنها يمكن أن تخرج من هذه المعركة بلا عواقب؟ فقد تظل إيران صامدة، وقوة رد فعلها تبقى مرهونة بمدى الاستفزاز. في الواقع، الجيش الإسرائيلي، الذي لم يتمكن من هزيمة فصائل فلسطينية صغيرة أو ميليشيات الحوثيين، قد يواجه في طهران تحديات أكبر بكثير مما يتصور.

ومن المثير للسخرية، أن نتنياهو لم يبدُ متحمسًا لإنهاء هذه الحرب في الوقت الذي كان فيه مشغولًا في أمور أخرى هل كانت تذاكر لحفل موسيقي في أولوياته؟ وفي الوقت نفسه، يبقى الطيران الإسرائيلي في مرمى صواريخ إيران، بينما تواصل الجمهورية الإسلامية تعزيز قدراتها الدفاعية.

أما في واشنطن، فإن ترامب يرفض مناشدات المجتمع الدولي لتخفيف التصعيد، مما يزيد من حالة التوتر والتخبط. هل نحن على أعتاب مواجهة عالمية، أم أن هذه مجرد “مسرحية حربية” حيث الطرفان يتنافسون على لقب “ملك النفاق العسكري”؟

فبينما يعمّ الدمار، يظل السؤال مطروحًا: هل هذا هو الطريق الذي يريد نتنياهو أن يقودنا إليه؟

شاركها.