خوفًا من الملاحقة القضائية.. إسرائيل تأخذ إجراءات سرية لجنودها المشاركين في حرب الإبادة على قطاع غزة

كرمت إسرائيل، الخميس، 120 من جنودها بالخفاء خشية الملاحقة القضائية الدولية على خلفية انتهاكات ارتكبوها في قطاع غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “استضاف الرئيس إسحاق هرتسوغ وزوجته ميخال الحفل التقليدي يوم الخميس، 120 جنديا بارزا لمنحهم ميداليات الرئيس” في ذكرى ما يسمى “تأسيس إسرائيل” في 14مايو/ أيار عام 1948 وما يطلق عليه الفلسطينيون “النكبة”.
وأضافت: “لأول مرة يقام حفل التكريم (تقليدي سنوي) في ظل قيود أمن المعلومات التي يفرضها الجيش الإسرائيلي، دون الكشف عن وجوه وأسماء الجنود البارزين”.
وأردفت الصحيفة: “نظرا للقيود بعد انتهاء البث المباشر الرئيسي، سيتم منح الشهادات أمام عائلات الجنود المتفوقين فقط، ولن يتم بثها على الهواء مباشرة كما هو الحال في كل عام”.
وتابعت: “الترتيبات، كما حددها الجيش الإسرائيلي، تم تحديدها لاعتبارات تشغيلية ورغبة في الحفاظ على أمن المعلومات والسلامة الشخصية للجنود، على خلفية الخوف من ملاحقة جنود الجيش الإسرائيلي في العالم”.
وذكرت الصحيفة: إنه “شارك في الحفل الرئيس هرتسوغ ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير”.
وقالت: “الجنود المتميزين يمثلون جميع فروع الجيش”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن هرتسوغ دعوته لإعادة جميع الأسرى من غزة، وقال: “هذه الشجاعة الإسرائيلية الفريدة هي أيضا مصدر قوتنا – في التزامنا الوطني الراسخ: إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
يذكر إن منظمات حقوقية فلسطينية ودولية مؤيدة للفلسطينيين، ومنها مؤسسة “هند رجب” (مقرها بالعاصمة البلجيكية بروكسل) توثق ارتكاب الجنود الإسرائيليين انتهاكات خلال الحرب على غزة وتلاحقهم قضائيا في الدول التي يصلون إليها لقضاء إجازات.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية إضافة إلى وزير الدفاع السابق بيني غانتس تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل حرب إبادة ممنهجة في قطاع غزة، خلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.