خفايا ضغط مصر وقطر على “حماس”: لماذا كُلّف أبو زهري بالاشـتباك الإعـلامي وتوارى أسامة حمدان
ما أصر عليه الوسيطان المصري والقطري بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى الدوحة عند التفاوض أو الضغط بالواقع على قيادة حماس السياسية هو أن حركة حماس ينبغي أن تخوض مفاوضات أخيرة إلى حد ما دام الأمريكيون مهتمون بهدنة جديدة في قطاع غزة.
وما عُرض على قادة حماس السياسيين في الدوحة والقاهرة مؤخرا هو إصرار من جانب الوسيطين على أن حركة حماس ينبغي أن تتفاعل إيجابيا مع الاتصالات الأمريكية حتى لا تترك الساحة فارغة لنتنياهو وطاقمه عند الأمريكيين على أمل الاستفادة من الظرف الدولي الذي يُشير إلى أن الإدارة الامريكية مهتمة جدا بوقف لإطلاق النار في لبنان.
ورقم قناعة المستوى السياسي في حماس أن التحركات الأمريكية مجددا عبثية ولا معنى لها ولا تقدّم الحد الأدنى المطلوب من جهة قرار الحركة إلا أن ضغوط الجانب القطري التي ركزت على أن حماس ينبغي أن تتفاعل ولو من باب الفرصة الأخيرة انتهت بالإعلان الذي أعلنه القيادي في الحركة سامي أبو زهري الأسبوع الماضي من استعداد الحركة للتعاطي مع أي مقترح “يحقن دماء” الشعب الفلسطيني.
اختارت قيادة حماس قصدا في هذه المرحلة أبو زهري للتفاعل الإعلامي بسبب قربه التفصيلي من جمهور قطاع غزة وعدم استخدامه سابقا وتجنّبا لبقاء القيادي أسامة حمدان المحسوب على “حلفاء لبنان” في دائرة الضوء.
تطوّرت الاتصالات إلى حين صدور بيان حركة حماس عصر الجمعة والذي يعرض للرأي العام الفلسطيني ما حصل مؤخرا حيث قدم الوسطاء بدعم أمريكي هذه المرة مجددا فكرة او مقترح هدنة قصيرة المدى لمدة شهر تقريبا يتم خلالها الإفراج عن بعض الرهائن الاسرائيليين وتقديم وإدخال المساعدات.
لكن بيان حماس الذي يشرح ما حصل أشار بوضوح إلى أن المقترح الجديد لا يتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار ولا فتحا للمعابر ولا يتضمّن الانسحاب الإسرائيلي من كامل أراضي قطاع غزة.
واللافت جدا في بيان حماس مساء الجمعة هو أنه لم يتطرّق لموقف الحركة الرسمي والمبدئي من المعروض تجنبا لإزعاج الوسطاء.
لكنه كرّر الموقف المُعلن قبل استشهاد القائد يحيى السنوار لحركة حماس وهو أن الحركة ليست معنية بمفاوضات جديدة من كل الأصناف إلا على أساس فتح المعابر والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية والوقف الشامل لإطلاق النار على أن يعقب ذلك اتصالات لتبادل الأسرى والرهائن فيما يريد الإسرائيلي العكس تماما.
دون ذلك بدا واضحا من سياق بيان حماس أن الاستجابة التي حصلت لضغوط الوسطاء يبدو أنها تكتيكية وتجنبا لإغضاب الوسطاء لأن حركة حماس فيما يبدو مستعدة للتعامل مع كل سيناريوهات ولا ترى في الأفق أي صفقة محتملة حقيقية تلبي الحد الأدنى المطلوب من قيادة الحركة، وبالتالي لا جديد في قياسات المكتب السياسي لحركة حماس حتى اللحظة.
وهنا حصرا أبلغت قيادة المقاومة الوسطاء بقناعتها أن المرونة موجودة للاستجابة، لكن القناعة راسخة بأن ما تستطيع المقاومة تقديمه فقط الموافقة على مبدأ بحث صفقة تبادل أثناء وقف إطلاق النار وإقرار مبدأ الانسحاب الشامل وفتح المعابر.
راي اليوم