خبير إسرائيلي: لبنان لا يزال ضعيفا للقيام بخطوة جريئة نحو التطبيع وإجبار حزب الله على نزع سلاحه

قال الخبير والبروفيسور إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب، إنه “رغم إلحاق الضرر بحزب الله خلال الحرب الأخيرة، لا يزال لبنان ضعيفا للقيام بخطوة جريئة نحو التطبيع ونزع سلاح الحزب”.
وأوضح البروفيسور إيال زيسر في مقالة خاصة للقناة “12 العبرية” أنه “رغم أن الحرب الأخيرة ألحقت الضرر بحزب الله وأدت إلى القضاء على قياداته، فإن لبنان يظل دولة هشة للغاية بحيث لا يمكن إجبار الحزب على نزع سلاحه كما تريد إسرائيل”.
وأضاف: “الآمال كثيرة، لكن القيادة الجديدة لن تؤدي إلى التطبيع أيضا، بل ستنتظر تحركا عربيا تقوده دول أقوى”.
وأشار الخبير في مقالته إلى أنه “في العقود الأولى، كان الافتراض السائد أن لبنان سيكون الدولة العربية الثانية التي ستعقد السلام، لكن نظرا إلى أن لبنان دولة ضعيفة، لن تكون الدولة التي ستبادر إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، بل ستنتظر دولة عربية أخرى أكبر وأهم منها لتقوم بذلك، بعدها، سيوقع لبنان اتفاق سلام”.
ولفت إلى أنه “طوال العقود الأخيرة، ومن المؤكد أنه بعد هجوم 7 أكتوبر، فهمت إسرائيل وأدركت أن لبنان لن يكون الدولة الأولى، أو الثانية، التي توقع اتفاق سلام، بل في ضوء قوة حزب الله، ثمة شك في أن يكون السلام ممكنا مع لبنان”.
وقال البروفيسور إيال زيسر: “في 7 أكتوبر 2023، شهدت منطقتنا حدثا مهما عندما شنت حماس هجوما مفاجئا باغت إسرائيل، وحزب الله الذي لم يكن يعلم بالموعد الدقيق للهجوم، قرر الانضمام إلى الحرب، لكي يثبت أنه ملزم بمحاربة إسرائيل، لكن مع المحافظة على مستوى منخفض من الصراع وحصره في منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، واستمرت الاشتباكات العنيفة بين لبنان وإسرائيل على طول الحدود أكثر من عام، وشهدت صعودا وهبوطا. وفي صيف 2024، شنت إسرائيل هجوما واغتالت قيادتيه العسكرية والسياسية، ودمرت كثيرا من قدراته العسكرية، ونذكر بصورة خاصة اغتيال الأمين العام للحزب طوال 3 عقود حسن نصر الله، وفي أكتوبر، وافقت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وهو اتفاق مشكوك فيه ومليء بالفجوات، والذي تم توقيعه دون الانتصار على حزب الله بصورة نهائية”.
وبخصوص قضية “سلاح حزب الله”، أوضح البروفيسور أنه “جرى انتخاب جوزيف عون رئيسا للجهمورية وتعيين نواف سلام رئيسا للحكومة، فسارع الإثنان إلى التصريح بأن الدولة اللبنانية لها الحق الحصري في حمل السلاح في لبنان، ويتعين على حزب الله تسليم سلاحه، لكن الكلام شيء والأفعال شيء آخر. فحزب الله لا تزال لديه قوة عسكرية كبيرة، حتى بعد الضربات التي تكبدها في الحرب.. وعلى أمل أن يعيد ترميم قوته العسكرية، شيئا فشيئا. فانه مصرّ على الاحتفاظ بالسلاح الذي معه، وهو ما زال يحظى بتأييد في لبنان من الذين يعتبرونه الممثل لهم والمدافع عنهم في داخل المنظومة اللبنانية. وذلك في غياب أي بديل آخر”.
وأضاف أنه “لا أحد في لبنان يريد الدخول في مواجهة مع حزب الله، وأن يفرض عليه التخلي عن سلاحه بالقوة، والكل يراهن على الوقت، بينما لا يجري شيء على الأرض، باستثناء الضربات التي توجهها إسرائيل إلى حزب الله من خلال هجمات محدودة ومركزة في كل مرة تلحظ نشاطا عسكريا لعناصره”.
واختتم قائلا: “انطلاقا من ذلك، لا مجال لأن نتوهم، أو نحلم بسلام، أو بتطبيع بين إسرائيل ولبنان. ليس لأنه لا يوجد كثيرون يريدون ذلك في لبنان، بل لأن هذا البلد لا يزال متخوفا من اتخاذ قرارات صعبة، وغير مستعد لمواجهة حزب الله الذي لا يزال، يفرض ظله على الدولة ومؤسساتها”.
هذا وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في وقت سابق، أن التطبيع مع إسرائيل مرفوض تماما من كل اللبنانيين.