
اشتعلت مواقع التواصل المصرية بحالة سخط واسعة بعد واقعة بطلها الفنان محمد صبحي، الذي تحوّل من داعية للأخلاق والفضيلة في لقاءاته الأخيرة، إلى متهم بامتحان أخلاقه هو قبل أن يحاسب غيره، بعدما انفعل على سائقه الستيني وتركه يركض خلف السيارة أمام الناس والكاميرات.
القصة التي بدأت بتأخر بسيط من السائق—ربما زحام، ربما ظرف إنساني عابر—تحولت إلى مشهد يعرّي فجوة صادمة بين الخطاب الأخلاقي الذي يرفعه البعض، وبين تصرفات تكشف “طبقية صامتة” تظهر في لحظة غضب، حين يرى البعض أنفسهم أعلى وأهم من الآخرين.
المشهد الذي انتشر كالنار في الهشيم لم يكن تمثيلًا ولا جزءًا من عرض مسرحي، بل إهانة علنية لرجل لم يطلب تعاطفًا، فيما قال ابنه بوضوح: “أبويا غلط… لكن اللي حصل ما يستاهلوش”. جملة تختصر القضية كلها: الخطأ لا يبرر الإذلال، ولا يسمح بسحق كرامة إنسان مهما كان موقعه أو مهنته.
السؤال الذي يشغل الشارع الآن يتجاوز اسم محمد صبحي والسائق: هل يمكن لشخص يطالب المجتمع بالرحمة أن يراجع نفسه قبل أن يعظ الآخرين؟ وهل كانت هذه حقًا “الحلقة الأخيرة” من مسرحية النفاق الاجتماعي… أم مجرد فصل جديد في أزمة أكبر تتعلق بالاحترام والإنسانية قبل أي شيء؟
