في تحولٍ لافت يعيد رسم ملامح السياسة السورية، وصل أحمد الشرع إلى موسكو حيث استُقبل في الكرملين رئيسًا لسوريا الجديدة، بعد أن كان هدفًا لطائرات السوخوي خلال معارك إدلب.
المفارقة أن من كان عدوًّا لموسكو بالأمس صار اليوم ضيفها، فيما يعيش المخلوع بشار الأسد في الظل داخل روسيا، متواريًا بعد أن خسر سلطته ونفوذه.
اللقاء بين الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حمل رسالة أوضح من كل التصريحات: لا ثوابت في السياسة، والمصالح وحدها تُعيد توزيع المقاعد على رقعة الشطرنج الإقليمية.
فمن انحاز لشعبه نال المشروعية، ومن قصف شعبه بالبراميل انتهى إلى العزلة والنسيان.
من إدلب إلى موسكو، ومن تحت القصف إلى صدر البروتوكول، يدور الزمن دورته ليؤكد أن السياسة لا تعرف أصدقاء دائمين ولا خصوماً أبديين — بل قوى تعرف متى تغيّر وجهها لتبقى في الصدارة.