حسن إسميك: واجهة أبوظبي لضرب الربيع العربي وغسيل الأموال
وطن حسن إسميك، اسم لامع في عالم المال والأعمال، تحول إلى أداة محورية لنظام أبوظبي في تنفيذ أجنداته السياسية والاقتصادية بالوطن العربي. هذا الأردني الذي هرب من بلاده في التسعينيات ليستقر في الإمارات، صنع ثروته بسرعة مذهلة، بفضل الدعم السخي من النظام الإماراتي.
تمكن إسميك من أن يصبح أول أردني يرأس شركة “أرابتك”، إحدى كبرى شركات البناء في الإمارات، وامتلك 20.5% من أسهمها. لكن خلف هذه النجاحات المبهرة، تكمن أدوار مشبوهة أُوكلت إليه كواجهة استثمارية لأبوظبي في دول مثل مصر، تونس، والسودان.
برز إسميك كأحد أعمدة النظام الإماراتي في غسيل الأموال وتنفيذ سياسات قذرة لضرب ثورات الربيع العربي. كان من بين داعمي الانقلاب العسكري في مصر، حيث ساهم عبر شركة “أرابتك” في عقد اتفاق مع الجيش المصري لإنشاء مليون وحدة سكنية بتكلفة 35 مليار دولار، لكن المشروع لم يتجاوز كونه حبرًا على ورق.
في تونس، قدم إسميك تمويلات ضخمة تحت غطاء دعم مشاريع شبابية وخيرية، لكنها كانت موجهة لضرب استقرار البلاد ودعم أحزاب وكيانات موالية للإمارات. كما اتُهم بإثارة الفوضى في السودان، حيث لعب دورًا خفيًا في خدمة الأجندة الإماراتية التي تهدف للسيطرة على موارد المنطقة.
على الصعيد الشخصي، يواجه إسميك قضايا مالية في الأردن، تتعلق بالفساد وغسيل الأموال، جعلته ملاحقًا من السلطات هناك. في عام 2011، تسبب بإقالة محافظ البنك المركزي الأردني فارس شرف، الذي كشف تورطه في صفقات مشبوهة. لجأ إسميك إلى استخدام جواز سفر مزور لضمان عودته إلى الأردن عند الحاجة.
لم يقتصر دور إسميك على المال، بل امتد إلى الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. برز اسمه في مقالات دولية تدعم “السلام المزعوم” مع إسرائيل، مما جعله أحد أبرز وجوه الصهاينة العرب. برزت مواهبه “الكتابية” بعد توقيع اتفاقيات التطبيع، ليستخدم قلمه في تسويق الرؤية الصهيونية اليمينية المتطرفة لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
يُنظر إلى حسن إسميك على أنه دحلان جديد للنظام الإماراتي، حيث يتمتع بنفوذ كبير بفضل ارتباطاته الوثيقة مع شخصيات بارزة، مثل منصور بن زايد. لكنه بالنسبة للكثيرين، يمثل الوجه المظلم لاستغلال المال والنفوذ في تدمير أحلام الشعوب العربية بالحرية والكرامة.