“حادث الحدود”: مسؤول مصري في موقع العملية و إمكانية إطاحة رؤوس بقادة الجيش الإسرائيلي
شارك مسؤول مصري رفيع المستوى في جولة ميدانية أجريت في موقع عملية إطلاق النار التي نفذها شرطي مصري عند الحدود المصرية الإسرائيلية، أمس، السبت، وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين والمنفذ المصري، بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، اليوم الأحد، وذكرت أن المسؤول المصري التقى بعدد من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.
ووفقا لتقرير القناة، فإن المسؤول المصري أجرى محادثات مع قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، إليعزر توليدانو، وقائد الفرقة 80، يتسحاق كوهين، في إطار التحقيق المشترك الذي يجريه الجيش الإسرائيلي والجيش المصري في تسلل الشرطي المصري الذي قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، في عملية يقول الجانب الإسرائيلي إنها “مخططة”.
وتشير تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، بحسب “كان 11″، إلى أن الشرطي المصري قرر تنفيذ العملية بعد “تطرفه دينيا”، مستشهدة بنسخة من القرآن كانت بحوزته عندها تجاوز “معبر خاص” باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بالإضافة إلى بندقية كلاشينكوف و6 مخازن ذخيرة وعدة سكاكين.
في المقابل، أشار موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” (“واينت”) إلى أن المروحيات العسكرية تأخرت في الوصول إلى المنطقة التي توغل إليها الشرطة المصري، وذلك بسبب القرار الذي صدر قبل نحو أسبوعين عن قيادة سلاح الجو، بوقف استخدام مروحيات “يسعور”، حتى الانتهاء من فحص “خلل تقني” طرأ على إحدها خلال تدريب عسكري أجري في 16 أيار/ مايو الماضي، وأجبرها على الهبوط اضطراريا.
من جانبه، ادعى الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية تجهزت “بسرعة كبيرة”، لكن قائد الفرقة 80، والقيادة الميدانية اتخذوا قرار الاشتباك مع الشرطي المصري وعدم انتظار التغطية الجوية، بهدف “منع مزيد من الخطر (يشكله الجندي المصري) على الجنود والمسافرين في المنطقة”.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يستطيع أن يستفيد من تفوقه العملياتي في مواجهة الشرطي المصري، في ظل الدعم الجوي المتوفر ومجال المراقبة الواسع، لو تمت إدارة العملية بـ”تأن وحذر”، وأشارت إلى إمكانية “قتله من الجو”، دون الاشتباك المباشر الذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي ثالث وإصابة ضابط.
وذكرت أن قائد الفرقة 80 طلب دعما من القوات الجوية بعد أن وصل إلى موقع العملية واكتشف مقتل مجند ومجندة، وبعد أن استغرقت المروحيات العسكرية وقتًا للوصول، قرر محاصرة الشرطي المصري، الذي اشتبك مع القوات الإسرائيلية بعد أن كمن لها على عمق كيلومترين شرق السياج الحدودي جنوبي البلاد.
وفي تصريحات لموقع “واللا”، لم يستبعد مصدر عسكري أن “تطير رؤوس في القيادة الجنوبية” التابعة للجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى إمكانية الإطاحة بقيادات عسكرية رفيعة في القيادة الجنوبية، في إطار ما وصفه بالإخفاقات و”الفجوات الكبيرة” بين الأوامر الصادرة عن القادة وأحداث العملية.
وبحسب المصدر فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قرر أن يحول التحقيق في العملية إلى تحقيق مركزي، وقال إنه “في التحقيقات، مع مرور الوقت، يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل المؤلمة”، وأشار إلى هليفي يضغط لتحديد جدول زمني لاستعراض نتائج التحقيق التي تتطلب “استجابة سريعة”، من قيادة الجيش.
وانتقد أحد ضباط الاحتياط في قوات القيادة الجنوبية، جهوزية القوات العاملة في المنطقة ومستوى تدريبها، وقال إن “القوات تخدم على الخط (الحدودي) لمدة ثمانية أشهر متتالية في أحسن الأحوال، ثم تشارك في تدريب قصير، لا يقترب من (جودة) تدريب كتيبة في لواء جولاني أو المظليين”، مشددا كذلك على نقص الكوادر على طول القطاع الحدودي مع مصر.