في استطلاع صادم نشرته صحيفة “نيويورك بوست”، كشف أن أكثر من 60% من جيل Z في الولايات المتحدة، أي الفئة العمرية بين 18 و24 سنة، أبدوا دعماً صريحاً لحركة حماس في حرب غزة. هذه النسبة تكشف عن تحول جذري في المواقف، إذ بات هذا الجيل يرى في المقاومة الفلسطينية رمزاً للعدالة، في حين لا يزال كبار السن أسرى الرواية القديمة التي تروجها اللوبيات المؤيدة لإسرائيل.
وبحسب الاستطلاع، فإن هذا التحول لا يقتصر على التظاهرات الجامعية أو الدعم العابر، بل يعكس انقلاباً في وعي الأجيال. جيل نشأ بعد أحداث 11 سبتمبر، وشاهد صوراً حية للدمار والاحتلال في غزة، بات يدرك جيداً الفرق بين “الإرهاب” الذي تروج له وسائل الإعلام وبين حقوق الفلسطينيين في نيل حريتهم.
هذه التطورات تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، التي تجد نفسها في مأزق عميق: لا صفقة رهائن، ولا نصر عسكري، ولا حتى تعاطف شعبي في واشنطن. في ظل هذا الوضع، يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تكريس سياسات الاحتلال من خلال التهديد بضم الضفة الغربية، لكن جيل Z الأميركي يرى فيه رمزا للاحتلال لا للديمقراطية.
يبدو أن هذا الجيل الذي سيحكم الولايات المتحدة في المستقبل يعلن تمرده على الرواية الصهيونية، ويبعث برسالة واضحة: “من غزة يأتينا صوت الحرية”.