كشفت حادثة سقوط طائرة إماراتية في إقليم دارفور السوداني، كانت تقلّ على متنها نحو 40 مرتزقًا كولومبيًا، عن جانب مظلم في السياسات العسكرية الخارجية لدولة الإمارات، وتحديدًا تحت إشراف محمد بن زايد. الحادثة، التي وصفت بأنها “كابوس سياسي وأمني”، أماطت اللثام عن شبكة سرّية من المرتزقة تم تجنيدها منذ عام 2010، بميزانية تجاوزت نصف مليار دولار، بإشراف مؤسس شركة “بلاك ووتر” إريك برنس.
المرتزقة الكولومبيون الذين تم تدريبهم في أبوظبي، انتقلوا من مهام الحماية الخاصة إلى ساحات القتال في اليمن وليبيا، وأخيرًا السودان، حيث دعموا ميليشيا “الدعم السريع”. ورواتبهم التي تراوحت بين 3 و5 آلاف دولار شهريًا كانت كافية لإغرائهم في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في بلادهم.
وبعد الكارثة، اعترفت الحكومة الكولومبية رسميًا بوجود مواطنيها في هذا النزاع، مطالبة بتحقيق عاجل. ما كشف أن هذا “الجيش السري” ليس مجرد شائعة، بل جزء محوري من استراتيجية أبوظبي الأمنية خارج حدودها، وربما داخلها أيضًا.