اخبار

جيش الاحتلال ينهار نفسيًا.. صدمة حرب غزة تدفع جنوده للانتحار

وطن تشهد أروقة جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة غير مسبوقة من الاضطرابات النفسية في صفوف جنوده وضباطه، حيث كشفت تقارير إسرائيلية عن ارتفاع مقلق في معدلات الانتحار عقب الحرب الأخيرة على غزة. التقارير تؤكد أن العديد من الجنود والضباط الذين شاركوا في العمليات العسكرية يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ما أدى إلى زيادة حالات الانتحار بشكل ملحوظ، وهو ما يمثل أزمة داخلية تهدد تماسك الجيش.

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نشرت تقريرًا يفيد بانتحار ضابط برتبة رائد في شرطة الاحتلال بعد معاناته من تداعيات نفسية حادة، نتيجة مشاركته في القتال الأخير. الضابط المنتحر خدم لأكثر من 25 عامًا في جهاز الشرطة، وتولى مسؤوليات بارزة في مكافحة الجريمة، لكن الصدمة النفسية التي تعرض لها في غزة كانت أقوى من قدرته على التحمل.

لم تكن هذه الحادثة الوحيدة، إذ سجلت إسرائيل سابقًا العديد من حالات الانتحار بين جنودها بعد هجوم 7 أكتوبر، حيث أكد تحقيق موسع أن غالبية المنتحرين لم يتمكنوا من تجاوز مشاهد الحرب وآثارها النفسية العميقة. يعاني الجنود من مشاهد القتل والدمار التي شاركوا فيها أو كانوا شهودًا عليها، ما يجعلهم فريسة سهلة لاضطرابات ما بعد الصدمة، التي تدفعهم إما للعزلة والانهيار النفسي أو للإقدام على إنهاء حياتهم.

وفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن معظم المنتحرين من الجنود الشبان الذين ما زالوا في مرحلة التدريب الأساسي أو في سنتهم الأولى من الخدمة العسكرية، ما يشير إلى ضعف التأهيل النفسي لمواجهة أهوال الحرب. ويواجه هؤلاء معضلة مزدوجة؛ فمن جهة، تمنعهم ثقافة الجيش الإسرائيلي من الإفصاح عن معاناتهم خوفًا من الظهور بمظهر الضعف، ومن جهة أخرى، يتراكم الضغط النفسي ليؤدي في النهاية إلى تصرفات مأساوية كالغضب العنيف أو الانتحار.

تشير الإحصائيات إلى أن 35% من الجنود الذين خضعوا للفحص الطبي بعد خروجهم من غزة يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، في حين أن 15% منهم غير قادرين على العودة للقتال بسبب الأزمات النفسية الحادة. واضطرت قيادة الجيش إلى تسريح أعداد كبيرة من الجنود، خاصة من الوحدات التي خاضت المعارك في غزة ولبنان، ما يزيد من ضعف جيش الاحتلال على المدى الطويل.

يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته انتقادات حادة بسبب تجاهلهم للأزمة النفسية المتفشية في الجيش، حيث يشعر الجنود المصابون بصدمة الحرب بأنهم مهمشون ومهملون من قبل القيادة السياسية والعسكرية. وفي ظل تصاعد هذه الأزمة، يبدو أن حرب غزة لم تترك فقط دمارًا ماديًا في القطاع، بل خلّفت أيضًا ندوبًا نفسية عميقة في صفوف الجيش الإسرائيلي، تهدد استقراره وتكشف هشاشته الداخلية.

🔴ما شاهده المنتـ ـ ـحرون في مواقع القـ ـ ـتال “دمر أرواحهم”..

اضطراب ما بعد الصدمة يفتك بجيش الاحتلال الإسرائيلي وظاهرة الانتحار تتفاقم بين عناصره بشكل مخيف👇 pic.twitter.com/Yxt7CZbyFU

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) February 19, 2025

مقاومة غزة تدفع ضابطاً إسرائيلياً للانتحار وهذا ما كتبه في رسالته الأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *