اين ذهب الجيش السوري وماذا تفعل اسرائيل؟

أمد/ في لحظة اختفى و تهاوى الجيش السوري امام فصائل المعارضة التي استولت بسرعة غريبة على مدن سورية كبرى ، و السؤال الاكبر والاهم هنا والذي يحتاج الى حديث آخر وموضوع آخر هو من أين جاء هؤلاء بكل هذا السلاح ؟ من جاء هؤلاء بكل هذه الامكانيات ؟
انهار النظام السوري وذهب الى حيث ذهب ولكن هل هذا الانهيار هو انهيار لنظام الأسد فقط ؟ ام هو انهيار طبيعي بعد انهيار قوة حزب الله اضافة الى ذلك هو انهيار دولة مهمة كانت تقول عن نفسها انها جزء من محور ممانعة بل ربما تصنف نفسها انها ألأساس الأهم في محور الممانعة فهي عربية اللسان وتاريخها طويل تستمده من لحظة فتح بلاد الشام حتى حكم بني أمية وما تلاها حتى اللحظة .
تاريخ طالما كان الراحل حافظ الأسد يتغنى به أمام ضيوفه كما تحدث الكثيرون وهو نفس النهج الذي انتهجه الأبن خلال زيارات وفود اجنبية الى البلاد فهو ارث كبير لا محالة ولكنه ذهب الى حيث اخطأت السياسة والى حيث ضاعت الفرص فالسياسة جزء منها اقتناص الفرصة.
انهار النظام نعم ولكن هل لهذا الانهيار رابح أكبر و خاسر أكبر ؟
لا أريدكم عند قراءة هذا التحليل التحدث بطريقة عاطفية او وضع انفسكم محل طرف ضد طرف ففي نهاية المطاف حركة التاريخ والشعوب تقرر من تفرز دون استئذان ، ولكن هناك دوافع احيانا ما تكون مقبولة واحيانا ما تكون مرفوضة وكلا الأمران يخضعان ايضا للعديد من المعايير و الايديولوجيات التي لن نكون جزء من الدفاع عن واحدة ضد الأخرى .
دعونا سريعا نتحدث عن نتائج فعلية باتت على الأرض وهي واقع لا محالة، اولا ، عودة النظام قصة وانتهت الى غير رجعة .
ثانيا ، احتلال اسرائيل لأجزاء من سوريا بحجة انه لم يعد هناك جيس سوري وانهاء العمل باتفاقية فك الاشتباك عام 1974 .
ثالثا ، عمل حزام امني اسرائيلي على حدود مناطق تقول اسرائيل انها عازلة.
رابعا، ضرب اسرائيل لكل المطارات والطائرات الحربية .
خامسا ، صراع مسلح بات واقعا على الارض بين قوات المعارضة وقولت قسد .
سادسا ، انتهاء ما يسمى بأن سوريا دولة ممانعة او محور . وهذا واضح من تصريحات الجولاني زعيم قوات المعارضة .
سابعا ، تدخل اسرائيلي مباشر في الشأن السوري خاصة الكردي والتي عبرت فيه اسرائيل عن دعمها و تفهمها و تخوفها من وعلى الكرد و هذه احد اهم المقدمات لتواجد رسمي اسرائيلي في سوريا بعد العراق بما يخص الكرد
الان ما هي التخوفات ،،
اولا ، بعد تصريحات الطائفة العلوية وبيانهم الموجه الى قوات المعارضة يفهم ان هذا البيان ناتج عن تخوف كبير من ناحية وطلب رسالة اطمئنان من الطرف المنتصر والذي يبدو انه لم يعطيها ولن يعطيها ، وهذا مؤشر لاحداث ما ممكن ان تجري .
ثانيا ، تصريحات الطائفة المعروفية بالجولان والتي طلبت فيها حفظ الطائفة في الجانب السوري والحديث عن سبام وما الى ذلك مؤشر عنوانه ان اسرائيل في قلب الحدث وطالما اسرائيل في قلب الحدث يعني ان الامور ليست ولن تكون بخير .
ثالثا، تشكيل نواة كردية باتت واضحة وستكون جزء من اي استقرار عنوانه المبدئي على الأقل حكم ذاتي (تجربة العراق عنوان ) . سيكون مقدمة لتأصيل الحلم بدولة لم يعد يقف في طريقها الا قطعة
من الأرض التركية .
رابعا، اشتباك سوري سوري ربما يحصل خاصة بأن خليط المعارضة وخليط القوات وتوجهاتها تشي بذلك .
على اي حال اتمنى ان لا تكون سوريا مسرحا لأي حدث يكفيها ما جنته حتى اللحظة ، ولكن التخوفات مشروعة و مبررة .
الان الجولاني قائد قوات المعارضة الم يكن جزء من تنظيم القاعدة ذات يوم بل ان الولايات المتحدة رصدت مبالغا طائلة لمن يلقي القبض عليه هذا من ناحية ، من ناحية أخرى الم تقوم الولايات المتحدة بأي اتصال مع المعارضه ؟ بكل تأكيد حصل، وهذا ما أوردته إحدى الاذاعات ولكن عبر طرف ثالث فهو لا زال على قائمة الارهاب .
و السيناريو الأخطر هو استخدام ما يجري و العناوين السابقة لتدخلات لم يشهد لها مثيل من قبل .
والمؤشرات الإيجابية هي ان المعارضة تنسق حتى اللحظة مع النظام البيروقراطي بشكل جيد لانتقال سلسل لكل شيئ قي سوريا وما أراه في هذا المجال هو منظر راقي يحترم .
الصورة ليست مثالية واسرائيل في قلب الحدث .
ما مصير دول الممانعة فلقد ذهبت سوريا الى غير ما يريد الايرانيون ولقد ذهبت روسيا الى حيث يؤسس بوتين وربما كان العنوان اوكرانيا مقابل الأسد . هذا هو القربان وهو قربان يستحق التضحية فالمقابل اكبر ، ولكن روسيا ايضا في الحدث فلا يمكن ان نصدق بأن الروس سيستغنون عن حديقة المتوسط البحرية وبهذا يمكن استنتاج ان هناك تنسيق فعلي مع المعارضة.
خلاصة القول اما سوريا واحدة وموحدة او اقتتال الى حين الرابح الأوحد فيه هو اسرائيل .