17 ديسمبر 2025Last Update :

صدى الاعلام_كشف تحقيق مشترك أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وبرنامج التحقيقات “PBS”، تفاصيل جديدة عن العملية الإسرائيلية ضد علماء الطاقة النووية الإيرانيين، والتي تُعرف إعلاميًا باسم “عملية نارنيا”، وأسفرت عن القضاء على 11 عالمًا بارزًا خلال الأيام الأولى من العملية.

ووفقًا للتحقيق، فقد نشط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) أكثر من 100 عميل إيراني داخل إيران، وزودهم بأسلحة متقدمة وسرية، لتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وأوضح التحقيق أن العملاء الإيرانيين خُضعوا لتدريب في إسرائيل ودول أخرى، وكُشف لهم عن مهمتهم فقط دون الاطلاع على كامل خطة العملية الإسرائيلية.

وأشار التحقيق إلى أن الموساد أعد ملفًا استخباراتيًا حول كبار علماء النووي الإيرانيين على مدار عقود، وحدد قائمة مبدئية تضم 100 عالم نووي، تم تقليصها لاحقًا إلى 12 عالمًا بارزًا، شملت متابعة أعمالهم وحركتهم ومنازلهم اعتمادًا على سنوات طويلة من عمليات التجسس.

وبدأت العمليات في ساعات مبكرة بعد الساعة الثالثة فجرًا، حيث استهدفت إسرائيل شقق العلماء، في خطوة اعتبرتها السلطات الإسرائيلية ضرورية لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني بشكل أكثر فعالية من مجرد توقف مؤقت.

وأكد مسؤول إسرائيلي مطلع على العملية أن “هذه العملية غير مسبوقة في التاريخ، فقد استخدمنا عملائنا على مقربة من طهران وبدأنا العمليات البرية قبل دخول سلاح الجو إلى المجال الجوي الإيراني”.

كما أشار التحقيق إلى أن إسرائيل نفذت عملية خداع قبل الهجوم تضمنت تسريب معلومات مضللة للصحافة لإيهام إيران بأن التهديد أقل خطورة، بينما واصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفاوضات مع إيران.

وبعد بدء الهجوم، أرسل ترامب اقتراحًا سريًا لطهران، يقضي برفع العقوبات مقابل إغلاق منشآت تخصيب اليورانيوم ووقف دعم الفصائل المسلحة التابعة لإيران في المنطقة، إلا أن القيادة الإيرانية رفضت الاقتراح، ووافق ترامب لاحقًا على الضربات الأمريكية.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 71 مدنيًا على الأقل، بينهم طفل يبلغ عامين ومراهق يبلغ 17 عامًا، ابن أحد العلماء النوويين الذي قُتل لاحقًا عند حضوره جنازة ابنه.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم بذلوا كل جهد ممكن لتقليل الخسائر بين المدنيين، مشيرين إلى أن أحد الاعتبارات الأساسية في تخطيط العملية كان الحد قدر الإمكان من الأضرار الجانبية.

وبحسب التقديرات بعد الحرب، فقد تأخر البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، إلا أنه لم يُدمَّر بالكامل، ما يجعل تقييم حجم الأضرار الدقيقة صعبًا، بينما تؤكد الجهات الإسرائيلية والأمريكية أن العملية نجحت في تعطيل تقدم إيران النووي مؤقتًا.

شاركها.