
من قلب ميناء “جنوة” الإيطالي، ارتفعت الأصوات وتحدّى العمّال القمع والاحتلال، في موقف تضامني نادر، أعلنت خلاله نقابات عمّال الموانئ تهديدًا صريحًا بإغلاق الموانئ الأوروبية إذا تعرض الاحتلال الإسرائيلي لـ”أسطول الصمود العالمي” المتجه نحو غزة.
الأسطول، الذي يضم متضامنين من حول العالم ويحمل مساعدات إنسانية، يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، وسط تحذيرات من استهدافه كما حدث في محاولات سابقة.
اللافت أن هذه الوقفة جاءت من عمّال لا يجمعهم مع غزة دين أو عرق، بل إنسانية خالصة وضمير حي، في وقتٍ تتزايد فيه صفقات التطبيع والتحالفات بين دول عربية والاحتلال، وسط صمت رسمي عربي يُوصف بالمُهين.
في زمنٍ تُباع فيه المبادئ وتُقايض فيه القضايا، يبدو أن بعض الأصوات في أوروبا وتحديدًا في “جنوة” ما زالت ترفض أن تكون شريكة في الظلم، وتختار الانتصار للحق مهما كانت التبعات.