جدة: “التعاون الإسلامي” تقيم معرضا للصور إحياء لذكرى النكبة

واشتمل المعرض على مشاهد صور لفلسطين ما قبل النكبة التي حدثت في العام 1948، وما بعدها، وصور أخرى تحكي الدمار الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي، بجانب صور عن التاريخ والثقافة الفلسطينية، ومقاطع فيديو حول معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم تمتعه بأبسط حقوق الإنسان من حيث الحصول على الغذاء والصحة والتعليم وغيرها، مصحوبة بإحصائيات وأرقام عن عدد الشهداء والمصابين في قطاع غزة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، وكذلك احصائيات عن عدد الاعتقالات والمعتقلين الذين استشهدوا في المعتقلات، والصحفيين الذي اغتيلوا برصاص الاحتلال، وكذلك الطلاب الذين راحوا ضحية العدوان والمدارس والمستشفيات التي دمرها الاحتلال.
وقال المدير العام لـ”يونا” محمد بن عبد ربه اليامي، إن يوم النكبة حدث غير ملامح التاريخ وأسس لواقع من الظلم والإجحاف، ما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنه حتى هذا اليوم.
وأضاف أن الصور المعروضة في المعرض الفني الخاص لهذه المناسبة، ليست مجرد لوحاتٍ فوتوغرافية، بل هي شهادات حية على التاريخ، تحمل في طياتها آلام الماضي، وتحديات الحاضر، وأمل المستقبل.
وأثنى اليامي على عزيمة وصمود شعبنا الفلسطيني، لافتا إلى أن النكبة لم تكن مجرد لحظة زمنية عابرة في 1948، بل هي استمرارٌ لمأساةٍ إنسانية تتجدد كل يوم عبر تهجير الفلسطينيين، وهدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي، وانتهاك المقدسات، لكنها أيضاً قصة مقاومة وصمود.
وشدد على أن الاتحاد لن يتوانى عن دعم القضية الفلسطينية العادلة، ونقل صوت المظلومين إلى العالم، مشددا على أن الإعلام ليس مجرد ناقلٍ للأخبار، بل هو سلاح في معركة الوعي، وسفير للحقوق، مجددا الالتزام بمواصلة تسليط الضوء على معاناة شعبنا، وكشف الانتهاكات، ودعم الجهود الدبلوماسية والقانونية لتحقيق العدالة.
وأشاد اليامي بالتعاون المثمر مع المندوبية الدائمة لفلسطين، مبيناً أنها كانت وما زالت شريكاً أساسياً في كل خطوة نحو إحياء هذه الذكرى، موجها شكره أيضا لمنظمة التعاون الإسلامي على استضافتها المعرض الخاص بذكرى النكبة، ولجميع من ساهم في إنجاح المعرض.
وفي كلمته، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في المنظمة السفير سمير بكر، إن النكبة تجسد علامة قاتمة في الضمير الإنساني، وشاهد على غياب العدالة الدولية والعجز عن إنصاف المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين ما زالوا يرزحون تحت نير الاحتلال ويكابدون أشد المعاناة الإنسانية والتشريد وإنكار وجودهم وحقوقهم المشروعة، وبينما يعيش أكثر من ستة مليون لاجئ فلسطيني على مدار 77 عاما في المخيمات على أمل العودة إلى وطنهم.
وذكر أن فصول النكبة وتداعياتها تتوالى من خلال جرائم التدمير والتهجير القسري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى استشهاد وجرح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، دون أي رادع سياسي أو قانوني أو إنساني.
وجدد بكر التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ضرورة إنهاء العدوان والاستعمار والاحتلال الإسرائيلي فورا، وتفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة إسرائيل، قوة الاحتلال، على ما اقترفته من جرائم ضد الإنسانية وإنهاء حالة الإفلات من العقاب، وتصحيح الظلم التاريخي الذي ما زال مسلطاً على الشعب الفلسطيني.
وأدان سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على الاستعمار والتهجير القسري من قطاع غزة، ومحاولات الضم وفرض السيادة المزعومة على الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، محذرا من خطورة استهداف الاحتلال للمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وتدمير بنيتها التحتية في إطار محاولات اقتلاعها من جغرافيا ذاكرة النكبة والتهجير عام 1948، ومحو دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، واقتلاعها كرمز يجسد إصرار الشعب الفلسطيني على الصمود والبقاء.
وأكد دعم وكالة “الأونروا” التي تواجه استهدافا ممنهجا من الاحتلال، لما تمثله من بصيص أمل يضيء في ظلام النكبة المستمرة، وشاهدا دوليا على النكبة الفلسطينية، قائلا إنه لا يمكن استبدال دورها أو الاستغناء عنها باعتبارها تجسد مسؤولية والتزام المجتمع الدولي تجاه حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك حق العودة، بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرار 194.
وتحدث بكر عن معاناة المعتقلين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف قاسية ولا إنسانية، في انتهاك ممنهج لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، داعيا للإفراج عنهم وتمكينهم من الحياة بحرية وكرامة.
كما جدد، الدعم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في العودة، وتجسيد إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
بدوره، قال القنصل العام لدولة فلسطين، عميد السلك القنصلي بجدة السفير محمود الأسدي إن هذه المناسبة تتزامن مع نكبة وحرب إبادة جماعية ممنهجة تشنها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعدوانها التدميري في أنحاء الضفة الغربية، ومخططها الاستعماري لتهويد مدينة القدس والاستيلاء على الأراضي لبناء المستعمرات وجدار الضم العنصري عليها.
وأضاف أن هذا المخطط الاستعماري الجديد – القديم لن يمر بفضل وعي وصمود ورباط المواطن الفلسطيني رغم الحصار والقتل والتجويع والعطش وفقدان العلاج والدواء، متحدثا عن مئات الاف والشهداء والجرحى والمعتقلين، الذين يتعرضون لأبشع أساليب التعذيب وسط صمت المجتمع الدولي.
وتابع يتعرض شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس لإرهاب منظم من الاحتلال، كما تتعرض سلطتنا الوطنية وحكومتنا لحصار اقتصادي مالي للحيلولة دون قيامها بدورها ومسؤوليتها، إضافة إلى محاولات فصل غزة عن الضفة، وانتهاك حرمات المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وطالب الأسدي، العالم مؤسساته ومنظماته وفى مقدمتها مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتدخل وتحمل مسؤولياتهم السياسية والتاريخية والإنسانية، والأخلاقية، بوقف حرب الإبادة الجماعية الممنهجة بحق شعبنا ووضع حد لمعاناته ونكبته المستمرة، ودعم الجهود المبذولة لعقد مؤتمر دولي لإنجاح مؤتمر حل الدولتين والذي تقوده المملكة العربية السعودية.
من جانبه، قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير هادي شبلي إن هذا المعرض يأتي في إطار مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تشويه الوعي الجماعي وطمس الذاكرة الحية للأجيال وتصفية قضية اللاجئين، كما أنه تأكيد على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
واستذكر شبلي قوافل الشهداء من أبناء شعبنا منذ العام 1948، والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الذين ما زالوا يناضلون من أجل الحرية والعدالة والكرامة.
وقال إن نكبة 1948 شكلت أكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ الفلسطيني، حيث ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 70 مجزرة أدت الى استشهاد 15 ألف مواطن، وتدمير 531 قريةً وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني، وما تزال إسرائيل، قوة الاحتلال، تجدد فصولها عبر عقود من الاحتلال والاستعمار والعدوان المتصاعد والإبادة الجماعية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وهويتنا الوطنية، وترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية القاضية بعودة اللاجئين إلى بيوتهم التي هجروا منها بالقوة.
وجدد التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، تجاه قضية فلسطين، من خلال تنفيذ قراراته التي تقضي بإنهاء جرائم الاحتلال، والاستعمار والعدوان والحصار والابادة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة، وتفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة المجرمين الإسرائيليين.
وحذر من خطورة ما تكابده مدينة القدس المحتلة، عاصمة فلسطين، وما تتعرض له من سياسات الاحتلال والاستعمار والعزل والتهويد والاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وتدنيس المقدسات وتزوير التاريخ ومحاولات طمس معالمها العربية والإسلامية، داعيا إلى ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم لهذه المدينة المقدسة ولتعزيز صمود أهلها والحفاظ على هويتها العربية.
وأعلن شبلي رفض جميع الاجراءات الإسرائيلية ضد وكالة الأونروا، التي تمثل شريان حياةٍ لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني، داعيا لمضاعفة الدعم السياسي والمالي والقانوني لها، التي تجسّد التزام العالم بحقوق اللاجئين الفلسطينيين استناداً للقرارات الأمم المتحدة بما فيها القرار 194.
وأشاد شبلي بدور العاملين في مجال الإعلام الذين يحملون رسالة الحقيقة، ويواجهون الرواية الزائفة، وينقلون بصدق صوت الشعب الفلسطيني ومعاناته وروايته إلى العالم.