اخبار

توسيع مساحة القطاع بالركام –

9 فبراير 2025Last Update :

– الكاتب: باسم برهوم – دعونا نتفاءل قليلا، ونزيد من منسوب الأمل ونحاول ان نصنع من المأساة الحالية ما يفيد الشعب الفلسطيني ويفيد من بقي حيا في قطاع غزة، ودعونا ونحن نتصدى لمخطط التهجير نفكر كيف سنعزز صمودنا ونعيد بناء القطاع ونرى له مستقبلا أكثر اشراقا من “ريفيرا” الرئيس ترامب. وفي إطار ما هو عملي فكرت بسؤال: ماذا سنفعل وأين سنذهب بمئات ملايين الأطنان من الركام التي تركتها حرب الابادة الإسرائيلية وتغطي اكثر من نصف مساحة القطاع، والتي يقال ان إزالتها تحتاج إلى سنوات؟

وعلى الفور تذكرت قصصا مشابهة، عندما قام الراحل رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، بتوسيع مساحة بيروت باستخدام ركام وسط بيروت من مخالفات الحرب الأهلية اللبنانية بردم البحر، او عندما حولت اليابان مخلفات الدمار الحاصل من قصف هوروشيما ونكازاكي بالقنابل النووية الى تلال وحدائق جميلة.

في قطاع غزة هناك فرصة لتوسيع مساحة القطاع بردم اجزاء من البحر على جزء من الساحل ونضيف عدة كيلومترات مربعة. نقيم عليها مرافق سياحية وابنية سكنية، ونستفيد من الأرض داخل القطاع في توسيع المساحة الزراعية، او ان نقيم حديقة عامة “National park”، يضيف مساحات جميلة للقطاع وتضيف للجانب السياحي مساحة أخرى. ويمكن ان نستخدم الركام في بناء ميناء ضخم ومطار ليس على حساب المساحة الحالية بل في عمق البحر، ونعيد هيكلة بناء الأحياء مع الاحتفاظ بمناطق تربط بين الواقع الذي كان قبل الحرب وغزة المتجددة.

بالتأكيد ان حكومتنا قد تكون فكرت في كل ذلك واكثر، ولكن طرح المسألة للنقاش، من شأنه ان يجعل الفلسطيني ينظر للمستقبل وألا يبقى عالقا في الحاضر المرير او تموجات السياسة المحبطة وخاصة ما يدور من حديث اميركي إسرائيلي حول إقتلاع المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة وتهجيرهم الى دول عديدة.

صحيح ان الخطوة الأولى في إعادة البناء هي الصمود على الأرض وإفشال مخططات التهجير، والخطوة الثانية ضمان ان يكون القطاع موحدا مع الضفة في إطار الدولة الفلسطينية، وخلال ذلك وضع رؤية لعملية البناء، توضع بين ايدي المخططين والمهندسين على شتى اختصاصاتهم، والتعاقد مع الشركات، صحيح ان رجال الأعمال يتمتعون بخيال يفوق خيال الإنسان العادي، ولكن يفقد رجال الأعمال احيانا بوصلة الهوية، الحفاظ على الطابع الفلسطيني الخاص في بعض الملامح.. الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان، وألا يكون المنتج وكأنه قطعة جميلة لكنها غير مألوفة لأصحابها، هنا يكمن الإبداع ان يصبح قطاع غزة قطعة استثمارية عصرية وفي نفس الوقت نحافظ على جذور المكان التاريخية والوطنية.


اقرأ|ي أيضاً| غزة المنكوبة وحماس المنتصرة؟!


هذا الحديث يقودنا لما هو راهن وهو ان نقدم نحن والأشقاء العرب بديلا عمليا لمخطط ترامب. وليخرج هذا البديل من القمة العربية القادمة، ويشمل تصورا كاملا لعملية البناء وتمويله واطرافه، ومسألة أمن القطاع وكيف ستصبح بيئته المستقبلية السلمية. هناك حاجة لربط إعادة البناء بالأفق السياسي ضمن مشروع للسلام الشامل يخلق بالفعل شرق اوسط جديدا بطريقة عادلة.

دعونا نتخيل انه في يوم ما سيأتي حتما في المستقبل، سنمشي على شاطئ قطاع غزة الذهبي نرى زرقة البحر من جانب، ومن جانب آخر مباني ضخمة عصرية وحدائق، مقاهي ومطاعم، وبنوكا ومكتبات واسواقا، وفي الطرف الآخر من القطاع مزارع ومصانع، واثناء التجول ندخل الى متحف في وسط غزة فيه صور واجسام فنية عن ما كان من دمار، ونقول لقد دمرنا ولكننا لم نهزم. وفي الجهة الاخرى من المتحف جناح للفن الفلسطيني المعاصر، لوحات لرسامين فلسطينيين واجنخة أخرى عن الفن العالمي المعاصر. هذا ليس حلما او خيالا وإنما ستعيشه أجيال الشعب القادمة حتما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *