أكد الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي لقضية الإعلام يعكس أهميتها السياسية، مؤكداً أنها ليست مسألة فنية تتعلق بقناة أو صحيفة، بل قضية أعمق يتداخل فيها العديد من العوامل المؤثرة في المجتمع والدولة.

وأوضح “عبد الجواد” خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “المشهد” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء الأربعاء، أن بناء القيم الوطنية الحديثة في مصر ما كان ليأخذ شكله الحالي لولا دور الإعلام والصحافة، التي كانت المنصة التي مكنت المفكرين من نشر أفكار الدستور والحداثة، وتشكيل وعي الأمة وقيمها المعاصرة.

وأضاف: “لو تخيلنا مصر بلا إعلام، فهذا يعني غياب الهوية وكل قيمها الحديثة”، مشيرًا إلى أن الحديث عن أزمة الإعلام يعني أن الأداة الأساسية لتشكيل الهوية والقيم الاجتماعية ليست في أفضل حالاتها، وأن الإعلام لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه من القائمين عليه.

وبيّن أن المجتمع السياسي المصري تحوّل بعد عام 1952 من مجتمع حزبي إلى مجتمع بلا أحزاب جماهيرية، إذ كانت الأحزاب قبل الثورة أدوات للتفاعل السياسي، بينما تولى الإعلام هذه الوظيفة في العقود اللاحقة.

ولفت إلى أن رسائل الرئيس السيسي في اجتماعه الأخير كانت موجّهة للحكومة، داعياً المسؤولين إلى توصيل المعلومات للجمهور بوضوح وشرح وجهات نظرهم، مؤكداً أن ذلك يعزز الثقة ويقوّي الصلة بين الدولة والمواطن.

شاركها.