اخبار

تغير المناخ يهدد صناعة الطيران بخسائر باهظة

من بين تلك الحوادث تعرض طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية لاضطرابات جوية فوق تركيا، ما أدى إلى إصابة 12 من الركاب وطاقم الطائرة، وهبطت الرحلة المتجهة من الدوحة إلى دبلن بسلام بعد الحادث الذي تسبب في “اصطدام” الأشخاص بسقف الطائرة.

 جاءت هذه الواقعة بعد خمسة أيام فقط من وفاة راكب بريطاني وإصابة 104 آخرين بعد تعرض طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية لاضطرابات مفاجئة فوق ميانمار.

والمطبات الهوائية أمر شائع في رحلات الطيران، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية طرح سؤالاً حول ما إذا كانت بعض الطرق أكثر عرضة للخطر من غيرها؟ وأين هو المسار الأسوأ؟

ما هي الاضطراب في الرحلات الجوية؟

وفقًا لهيئة سلامة الطيران المدني الأسترالية، فإن الاضطرابات الجوية هي السبب الرئيسي لإصابات الطاقم والركاب أثناء الرحلة المشار إليه.

ويتم الشعور بالاضطراب عندما تحلق الطائرة عبر هواء مضطرب نسبياً، وهو المسؤول عن “الهزات الجانبية والرأسية المفاجئة”.

وتعرف الهيئة ثمانية أنواع من الاضطرابات، بما في ذلك الناجمة عن العواصف الرعدية والحرارية و”الموجة الجبلية”، والتي تندرج ضمن ست فئات من الشدة.

أين يكون الاضطراب أكثر شيوعا؟

نقل التقرير عن المحاضر في جامعة جريفيث للطيران، الدكتور جويدو كاريم جونيور، قوله إنه:

  • من المتوقع حدوث اضطرابات فوق الجبال العالية والمحيطات وخط الاستواء وعند دخول التيارات النفاثة (التيار النفاث أو ما يعرف بـالتيار المنطلق: عبارة عن تدفق للهواء بصورة أفقية تقريباً وبسرعة عالية جداً، وذلك في أعالي طبقة التروبوسفير، ويتخذ هذا التيار شكل حزمة ضيقة).
  • الاضطرابات الجوية الواضحة التي تنتج عادة عن تغير مفاجئ للغاية في اتجاه الرياح يمكن أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت.
  • “العوامل المعقدة تتفاعل بشكل واسع لتخلق اضطراباً.. حرائق الغابات على سبيل المثال يمكن أن تسبب ذلك”.
  • تكنولوجيا الرادار للكشف عن الاضطراب آخذة في التحسن، ولكن على الرغم من كل الأدوات الموجودة على متن الطائرة، لا يمكننا التنبؤ بدقة أين ومتى سيحدث الاضطراب.

وأشار في السياق نفسه إلى عدة أماكن تكون الطائرات فيها معرضة للاضطرابات، ومنها:

  • فوق جبال الأنديز الواقعة على طول الساحل الغربي لأميركا الجنوبية.. ومن الضروري تشغيل علامة حزام الأمان عند الاقتراب من الجبال.
  • خليج البنغال خلال موسم الرياح الموسمية يكون مضطرباً، كما هو الحال مع الطيران فوق جبال الألب (لكن في بعض الأحيان لا يُلاحظ ذلك).
  • الرطوبة العالية ودرجات الحرارة تميل إلى جعل الاضطراب أقوى، لذا فإن السفر من لندن إلى مدينة نيويورك في أشهر الصيف من المرجح أن يكون أكثر وعورة من الطيران على نفس المسار في ديسمبر.

ما طرق الطيران الأكثر اضطرابا في العالم؟

يستخدم موقع Turbli السويدي للتنبؤ بالاضطرابات الجوية بيانات من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة .

وبموجب تلك البيانات، كانت أكثر المسارات اضطراباً في العام الماضي 2023 هي: من (سانتياغو، تشيلي إلى سانتا كروز، بوليفيا)، ومن (ألماتي، كازاخستان إلى بيشكيك، قيرغيزستان) ومن (لانتشو إلى تشنغدو، الصين) ومن (تشووبو سينترير إلى سينداي، اليابان)، ومن (ميلانو، إيطاليا إلى جنيف، سويسرا)،  ورحلة ميلانو إلى زيورخ، سويسرا.

وكانت المواقع الأكثر اضطراباً التي حُلق فوقها في أبريل، بحسب الموقع، هي بولينيزيا الفرنسية وفيجي في أوقيانوسيا، وباكستان وناميبيا وأوروغواي. وتم تصنيف جنوب المحيط الهادئ على أنه أكثر المحيطات اضطرابًا التي يمكن الطيران فوقها.

وأشارت الغارديان إلى أن أرقام مكتب سلامة النقل الأسترالي أظهرت أنه في العام 2023، كان هناك 3047 حادثًا للطائرات التجارية على مستوى العالم، ومن بين هذه الحالات، كانت 236 حالة بسبب الطقس.

 وعزا خبراء ومختصون في تصريحات متفرقة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” تكرار اضطرابات الطيران حول العالم على النحو التالي إلى التغير المناخي، وما يشكله من تهديدات على نطاق أوسع مستقبلاً.

العواصف الشمسية

الخبير البيئي، تحسين شعلة، أرجع في حديث خاص مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، تكرار الاضطرابات بالرحلات الجوية أخيراً إلى العواصف الشمسية وما نتج عنها من أشعة جيومغناطيسية، موضحاً أن العاصفة الشمسية الأخيرة خلال الشهر الجاري، هي الأشد من نوعها منذ العام 2003، والتي تسببت حينها في انقطاع التيار الكهربائي عن السويد لمدة 12 ساعة، كما تسببت في إتلاف مولدات الكهرباء في جنوب إفريقيا وغيرها من التداعيات.

وأضاف: “العواصف الشمسية تحدث بهذا النمط كل 11 عاماً تقريباً، وكان من المتوقع حدوثها في العام 2025 لكن حدثت قبلها بعام نتيجة للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري والتلوث”، مؤكداً أن ما يحدث الآن وما سيحدث مستقبلا هو مردود سلبي للتغيرات المناخية وتبعاتها من تأثيرات سلبية ناتجة عن تلوث البيئة.

وأشار إلى أنه:

  • أثناء العاصفة الشمسية تصل الأشعة الجيومغناطيسية إلى أعلى درجة (الدرجة الخامسة) وتكون حينها الخطورة شديدة وبما يتطلب توقف الرحلات تماما، بينما في الظروف العادية تحدث عواصف شمسية لكن بدرجات أقل تتراوح بين واحد إلى ثلاثة.
  • العواصف الشمسية والأشعة الجيومغناطيسية الناتجة عنها يكون لها تأثير قوي على خطوط الاتصال الملاحية والحركة الملاحية عموما، سواء كانت طيران أو سفن، كما تؤثر على شبكة الاتصال بالهواتف المحمولة.
  • تسبب تلك العواصف خللاً بأنظمة الطائرات القريبة منها، وبالتالي تضرر أجهزة وآليات التواصل بين الطائرات وبعضها خلال الطيران، وبما قد يقود إلى وقوع حوادث ناجمة عن ذلك بفعل التغيير في مسار الطيران واضطراب الاتصالات.

وأوضح شعلة أن الاضطرابات أيضاً تؤثر على تكنولوجيا الملاحة الفضائية ونظام الـGPS   لتحديد المواقع الذي يتعرض إلى خلل، وهو ما يكون له مردود سلبي على خطوط الاتصال الملاحية، وبالتالي حينها لابد أن يتم التحذير لتجنب انطلاق رحلات أثناء العاصفة الشمسية بشكل مسبق.

  • وفقًا لدراسة للمجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل تعود للعام 2021، تعد حوادث الطيران المرتبطة بالاضطرابات الجوية النوع الأكثر شيوعا.
  • وفي الفترة من عام 2009 حتى عام 2018، وجد المجلس الأميركي أن الاضطرابات الجوية سببت أكثر من ثلث حوادث الطيران التي تم الإبلاغ عنها، وأدى معظمها إلى وقوع إصابة خطيرة واحدة أو أكثر، ولكن دون إلحاق أضرار بالطائرات.

ارتفاع الخسائر بقطاع الطيران

وبحسب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أبوبكر الديب، فإن اضطرابات الطيران الأخيرة تنتج بسبب “خلل مناخي” ناتج عن التغيرات المناخية وزيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ما يعيق حركة الطيران.

 وتوقع في هذا السياق ارتفاع خسائر قطاع الطيران إلى تريليونات الدولارات بحلول العام 2050، موضحاً في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن:

  • تلك الاضطرابات تحدث عقب تغير حركة الهواء، وهو ما ينتج عن التغيرات في سرعة الرياح واتجاهها كأحد مظاهر التغيرات المناخية.
  • الطائرات تتأثر بوجود السلاسل الجبلية أو التضاريس الجغرافية أو العواصف الرعدية أو الطقس شديد البرودة أو الحرارة المرتفعة ما يسبب الاضطراب في حركتها كالانخفاض السريع أو ارتفاع الطائرة فيما يسمى بالمطبات الهوائية.
  • الطائرات الصغيرة تتعرض لخطر أكبر لأنها أكثر عرضة للتغيرات في سرعة الرياح وهو ما حدث مع طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قبل أيام.
  • يمكن أن تكون الاضطرابات غير ظاهرة ما يعني أنه ليس من الممكن التنبؤ بها دائما.

واستشهد بالإحصاءات التي تشير إلى أن المطبات  الهوائية تكلف صناعة الطيران الأميركية نصف مليار دولار كل عام، كما أنه خلال الفترة من 2009 وحتى 2023، كان هناك 185 إصابة خطيرة في 162 رحلة جوية عالمية مجدولة قامت بها شركات الطيران الكبيرة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، بجانب شركات النقل الجوي الإقليمية، وشركات نقل البضائع الحاصلة على شهادات محددة من إدارة الطيران الفيدرالية، وفقا للمجلس الوطني لسلامة النقل الأميركي.

وتغير المناخ يمكن أن يجعل الاضطرابات الشديدة مشكلة أكبر لقطاع الطيران في المستقبل. وفي العام الماضي، وجدت دراسة نشرت في مجلة Geophysical Research Letters أن حجم الاضطرابات في بعض أجزاء العالم ربما يكون في ارتفاع بالفعل، بحسب “بلومبرغ”.

إخلاء مسؤولية إن موقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
“جميع الحقوق محفوظة لأصحابها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *