اخبار

تراجع تأثير أعضاء “الكنيست” العرب بعد 7 أكتوبر.. ما الأسباب؟

رغم أن المعارضة السياسية الداخلية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تضعف رويدا رويدا، لكن أحزابا إسرائيلية كثيرة تحاول جسر الفجوات بينها، وإحداث انفراجة، في محاولة منها لتوحيد صفوفها، للحيلولة دون نجاحه في الاستمرار بولايته الحالية حتى 2026، لا سيما مع قرب افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الأسبوع المقبل، ما يعني أن الساحة السياسية الإسرائيلية بدأت تستيقظ من جديد، فيما عاشت الأحزاب العربية سباتا عميقا منذ عام، لكنها تزعم أنه “الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

محمد مجادلة محلل الشؤون الحزبية في القناة “12” العبرية، ذكر أنه “منذ بداية الحرب على غزة، سجل النشاط السياسي والبرلماني بشكل خاص لأعضاء الكنيست العرب انخفاضا غير مسبوق مقارنة بالسنوات الأخيرة، تلك السنوات التي كانت فيها الأحزاب العربية في كثير من الأحيان رأس الميزان في الإطاحة أو تشكيل الائتلافات الحكومية، في ضوء أن استعداد الأحزاب اليهودية للتعاون مع أعضاء الكنيست العرب انخفض بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر”.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21″، أن “الأحزاب العربية ذاتها انغلقت على نفسها، وتشددت مواقفها ضد دولة الاحتلال، مع تصاعد انتقادات أعضاء الكنيست العرب الموجهة ضد الائتلاف، وكذلك للمعارضة، لأن كليهما متفقان على ضرورة مواصلة الحرب، حتى لو بطرق مختلفة”.

وأشار إلى أنه “مهما يكن الأمر، فهناك حقيقة واحدة لا جدال فيها، وتتمثل في ضعف تأثير السياسيين العرب على الوضع السياسي في دولة الاحتلال بشكل كبير، حتى أنها اختفت في الوقت نفسه، هناك قضايا كثيرة على أبواب الائتلاف، مع عودة الكنيست من العطلة الصيفية، لعل أهمها إقرار الموازنة للعام المقبل 2025 التي تواجه هذه الأيام صعوبات بسبب عدم الاتفاق مع الفصائل الحريدية بشأن مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية”.

وأوضح أن “المعارضة الإسرائيلية، كالعادة، ليس لديها خطة لمواجهة الحكومة، خاصة بعد توسيعها، وإضافة رئيس حزب “الدولة” اليميني جدعون ساعر إليها، لذلك حتى لو واجه نتنياهو صعوبات مع بعض اليهود المتشددين، فإن ساعر كفيل بتمرير الموازنة، والحفاظ على حكومته، وهو ما يقوله أحد زعماء المعارضة الذين يجدون صعوبة في شرح استراتيجيتهم في وضع بقاء حكومة نتنياهو في العامين المقبلين”.

وأكد أن “الرأي السائد هو أنه بعد الإنجازات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، منذ اغتيال حسن نصر الله ويحيى السنوار، أصبح التحالف الحكومي أكثر اتحاداً من أي وقت مضى فيما يتعلق بإدارة الحرب، كما أن اليهود المتشددين لديهم الكثير ليخسروه خارج الحكومة الحالية، وهذا الوضع أدى لتسريع عمليات مماثلة بين الأحزاب العربية بعد عدة محاولات ومبادرات من قبل العديد من الأطراف لتحقيق انفراجة في المفاوضات بين جميع الأطراف لغرض توحيد وإعادة تشكيل القائمة المشتركة”.

ولفت إلى أن “هناك تفاهمات على أن الفجوات بين مختلف القوائم العربية لا تزال كبيرة، ولا يمكن ردمها، مما سيجعل من المثير للاهتمام كيف ستعمل في حال إجراء الانتخابات في موعدها، لأن الأرقام تظهر، في أحدث استطلاعات الرأي، أن صورة الكتل الحزبية الإسرائيلية لم تتغير عما كانت عليه قبل الحرب، وهكذا، ورغم كل الاضطرابات التي مر بها المجتمع الإسرائيلي، فإن فريق نتنياهو وفريق خصومه غير قادرين على تشكيل حكومة في الكوكبة السياسية الحالية”.

وأوضح أن “هناك مبادرة جديدة لم تنضج بعد، لكنها في طور الإنضاج، حيث تشير استطلاعات الرأي العام بين فلسطينيي48 إلى قلة الخيارات أمام قوائمهم الحزبية، مع تخوف من إمكانية تكرار خطأ الانتخابات الأخيرة، وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل هذه المبادرة السياسية من التمثيل العربي في الكنيست فإنه قد يتجاوز الرقم القياسي السابق المشترك المتمثل بـ15 مقعدا، وبالتالي فإنهم سيحبطون أي فرصة لـ “حكومة يمينية كاملة” في الانتخابات المقبلة، لأن الناخبين الفلسطينيين سيعاقبون نتنياهو وحكومته بسبب حرب غزة، وإساءة معاملة وزيريه إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش لهم”.

ونقل عن “مصادر داخل القوائم العربية في الكنيست، أن مثل هذه المبادرة ستُخرجها من دائرة الشراكة السياسية التي تجلت في السنوات الأخيرة، سواء كان ذلك في التوصية بمرشح لرئاسة الوزراء، أو في توفير شبكة أمان وشراكة فعلية في الائتلاف الحكومي، في مثل هذا الوضع، ستزداد الضغوط على بعض أحزاب يسار الوسط لتكون مرة أخرى جزءًا من ائتلاف يرأسه نتنياهو، أو تدخل مرة أخرى في الزوبعة السياسية للحملات الانتخابية، دون اتخاذ قرار بين المعسكرين”.

وختم بالقول إنه “بحسب كل سيناريوهات أحزاب الائتلاف، فإن الانتخابات المبكرة ليست قريبة على الإطلاق، وبحلول موعدها سيكون من الممكن إعادة تأهيل أوضاع القوائم العربية في طريق العودة للسلطة في الانتخابات المقبلة أيضاً، لأن الوقائع تقول إنه بعد مرور عام على بدء الحرب على غزة، فإن حكومة نتنياهو لم تعد قادرة على البقاء فحسب، بل إنها تخطط لولاية قادمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *