تحليلات إسرائيلية: اجتياح رفح لن يغير وضع الحرب
كرر محللون إسرائيليون اليوم، الجمعة، التقديرات التي تشير إلى أن اجتياح رفح لن يغير صورة وضع الحرب على غزة، لكنهم أشاروا الآن إلى أن مواقف قادة جهاز الأمن الإسرائيلي لا ترى أي فائدة لإسرائيل من اجتياح كهذا وإنما ربما تزيد من ورطتها بسبب تكدس 1.4 مليون نازح فلسطيني في المدينة.
ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، فإن اجتياح رفح قد يؤدي إلى “تفكيك” كتائب حماس الأربع التي تدعي إسرائيل أنها موجودة في رفح. لكن زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، “لن يختفي بالضرورة. وثمة شك إذا كان موجودا في رفح أصلا”.
وتوقع برنياع أن “المخطوفين، الأحياء والأموات، تم توزيعهم في عدة أماكن وتحت سيطرة عدة جهات”، لكنه حذر من أن “احتمال أن تؤدي النيران في رفح إلى موتهم أعلى من احتمال إنقاذهم”.
ولفت إلى ناحية أهم من ذلك. “الجيش الإسرائيلي دخل إلى شمال (قطاع) غزة، وإلى مخيمات وسط القطاع وخانيونس بكل قوته النارية، في الجو والبر. ولا يمكن تكرار هذه العملية العسكرية في رفح، ليس في الوقت الذي تعاني إسرائيل من نقص هائل في رصيدها لدى الرأي العام الدولي”.
وأضاف أنه “ليس لدينا فائض لتحمل المزيد من الصور لمشاهد القتل والدمار الجماعي؛ كومة مذكرات الاعتقال على طاولة المدعي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي آخذة بالتراكم؛ المزيد من الحكومات والشركات التجارية تهدد بعقوبات وبقطع العلاقات مع إسرائيل. والأهم، أنه لم يتبق لدى معظم عائلات المخطوفين قطرة استعداد للمخاطرة بحياة أعزاءهم. وبعد احتجاجات العائلات ستأتي احتجاجات عائلات الجنود، التي ستسأل من أجل ماذا يُقتلون هناك” في القطاع.
ونقل برنياع عن مصدر في جهاز الأمن قوله إن “رفح ستكون في نهاية الأمر واجهة للتباهي، شيئا ما يسمح لمذيعي اليمين بالصراخ، احتللنا، انتصرنا، حققنا أهداف الحرب من دون أن تكون قد تحققت فعلا. وستقف مراسلة تلفزيون فوق كومة أنقاض وتعلن: ضبطنا الحذاء الثاني للسنوار. ورفح هي الخدعة الإسرائيلية التقليدية”.
وحسب برنياع، فإنه “في حال كانت إجابة السنوار (على مقترح تبادل أسرى وهدنة) سلبية، ستبدأ عملية إخلاء السكان من رفح خلال أيام، وعندها سيكون من الصعب وقف الدخول (أي اجتياح) رفح. ويقدرون في إسرائيل أن السنوار سيفضل القول ’نعم، لكن’، ويكرر مطلبه بتعهد إسرائيلي مدعوم بضمانات دولية، بعدم استئناف القتال. ويوجد لدى السنوار منطق خاص به. وعندما يكرر قادة إسرائيل التعهد لناخبيهم بأنهم سيستأنفون الحرب ويغتالونه، لا يتبقى أمامه سوى تصديقهم”.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن “الجيش الإسرائيلي قادر على احتلال رفح. والسؤال هو ما الذي سيحققه من احتلالها”، لكنه لفت إلى أن وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، “قالا لنتنياهو إن اجتياح رفح سيلحق ضررا بكتائب حماس والبنية التحتية للحركة، لكنه لن يؤدي إلى انتصار حاسم على حماس، خلافا لوعوده للجمهور”.
وأضاف غالانت وهليفي، حسب هرئيل، أن “حماس سترمم قدراتها العسكرية والسلطوية في مناطق أخرى في القطاع. وبعد عدة أشهر من احتلال رفح، سنعود إلى نقطة البداية. فحماس متضررة لكنها نشطة”. وأشار هرئيل إلى أنه “لهذا يقترح الجيش محاولة دفع صفقة وفقط بعد ذلك الاستعداد لإمكانية احتلال رفح”.
وأشار إلى أنه “بغياب صفقة، وإثر المعارضة الأميركية، من الجائز أن تكون العملية العسكرية في رفح مقلصة أكثر مما يعتقد. وبإمكان الجيش الإسرائيلي دفع قسم من السكان إلى خارج رفح، والسيطرة على أطراف المدينة وقصفها من الخارج، من دون الانقضاض فورا على احتلال كامل. وعملية عسكرية كهذه لن تكون بدون خسائر بشرية أيضا. وإلى جانب الكثير من القتلى الفلسطينيين، ستزهق حياة جنود. وبات واضحا بشكل قاطع أن توسيع هذه العملية العسكرية سيشكل خطرا على حياة مخطوفين، يحتجز بعضهم في رفح. ففي جميع الهجمات السابقة للجيش الإسرائيلي قُتل مخطوفون”.