في قلب البحر الأحمر، حيث تمرّ شرايين التجارة العالمية، تتكشّف ملامح مشروع غامض على جزيرة زُقَر اليمنية يثير أسئلة كبرى حول الجهة التي تقف وراءه وهدفه الحقيقي. صور أقمار صناعية حديثة، نشرتها وكالة أسوشيتد برس، كشفت عن مدرج طائرات جديد قيد الإنشاء، في موقع يُعدّ من أكثر النقاط حساسية في المنطقة.
العمل بدأ منذ أبريل الماضي بإنشاء رصيف بحري وتمهيد الأرض، قبل أن تُغطى بالأسفلت وتظهر عليها علامات ملاحية واضحة بحلول أكتوبر، ما يشير إلى تقدم كبير في المشروع. الجزيرة ليست مجرد قطعة صخرية في البحر، بل بوابة مطلة على مضيق باب المندب، حيث تمر ناقلات النفط وتُرسم خرائط النفوذ البحري، ما يجعل أي وجود عسكري هناك تغييرًا استراتيجيًا في موازين القوة.
ورغم أن الوكالة لم تُسمِّ الجهة المنفذة رسميًا، فإن كل الخيوط تتقاطع عند أبوظبي؛ إذ تتبّعت تقارير حركة سفينة شحن انطلقت من ميناء بربرة في الصومال المشغَّل من قبل “موانئ دبي العالمية” ورست قبالة زُقَر عدة أيام. كما أكدت شركة شحن في دبي نقل شحنة أسفلت لصالح شركات إماراتية، في توقيت يتطابق مع مراحل بناء المدرج.
لا تعليق رسمي بعد، لا من الإمارات ولا من الحكومة اليمنية، لكن المؤشرات كلها تقول إن ما يُبنى على زُقَر ليس مشروعًا مدنيًا عابرًا، بل حلقة جديدة في تمدد إماراتي صامت يعيد رسم الجغرافيا العسكرية للبحر الأحمر… مترًا مترًا، ومدرجًا مدرجًا.