تحذيرات دولية من مؤامرات الإمارات في سوريا بعد سقوط الأسد
وطن تشهد الساحة السورية تحذيرات متزايدة من دور الإمارات في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. تتهم تقارير دولية أبوظبي بمحاولة بث الفتنة بين أطياف المجتمع السوري وتحريضها ضد قوى المعارضة التي سيطرت مؤخرًا على دمشق بقيادة هيئة تحرير الشام.
وفقًا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، تتابع الإمارات الوضع في سوريا بعين الريبة، لا سيما مع الانتماءات الإسلامية لبعض الفصائل المسلحة، التي ترى فيها تهديدًا مباشرًا لنفوذها الإقليمي. وتعتبر أبوظبي هذه الجماعات، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، امتدادًا لما تسميه بـ”الإسلام السياسي“، والذي تعاديه بشكل علني منذ سنوات.
قلق إماراتي متزايد
في مؤتمر عقد في أبوظبي، أعرب أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، عن مخاوفه من ارتباط القوى الجديدة في سوريا بجماعات مثل الإخوان المسلمين والقاعدة. واعتبر أن هذه الارتباطات مؤشر “مقلق للغاية” يهدد الاستقرار في المنطقة.
بحسب صنم وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في “تشاتام هاوس”، فإن قادة الإمارات ينظرون إلى كل الحركات الإسلامية كخطر محتمل على نموذج حكمهم. وتعتبر أبوظبي أن صعود أي قوى إسلامية في سوريا يهدد طموحاتها الإقليمية ويعيد إلى الأذهان تجارب “مزعزعة للاستقرار” مثل تنظيم القاعدة وداعش.
فشل استثمارات الإمارات في دعم الأسد
على مدى أعوام، استثمرت الإمارات في علاقتها مع بشار الأسد، وكانت من أوائل الدول التي دفعت نحو إعادة تأهيل نظامه عربيًا. ومع حضور الأسد القمة العربية الأخيرة بعد عزلة استمرت 12 عامًا، بدا أن أبوظبي تسعى لأن تكون الركيزة الأساسية لإعادة الإعمار في سوريا.
لكن هذا المشروع انهار خلال الأسابيع الماضية، مع سقوط النظام السوري بيد المعارضة، مما تسبب في ضربة كبيرة لنفوذ الإمارات في سوريا.
مخاوف من النفوذ التركي والقطري
يشير المحللون إلى أن الإمارات قلقة من تحول النفوذ في سوريا إلى دول مثل تركيا وقطر، اللتين أصبحتا وسيطتين رئيسيتين في مرحلة ما بعد الأسد. وترى أبوظبي في المشروع التركي تهديدًا مباشرًا لنفوذها، خاصة مع ارتباطه بالمصلحة الذاتية لأنقرة بدلًا من بناء الاستقرار في سوريا.
ويعتبر مراقبون أن الإمارات تحاول تشويه سمعة هيئة تحرير الشام من خلال ربطها بجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن الجماعة لم تعد موجودة في سوريا منذ الثمانينيات بعد قمعها من قبل حافظ الأسد.
خلاصة التحذيرات الدولية
يرى خبراء أن الإمارات، التي طالما نظرت إلى الثورات العربية من خلال عدسة “أمن النظام”، تجد نفسها الآن في موقف ضعيف بعد سقوط الأسد. وبدلًا من التركيز على دعم الاستقرار في سوريا، تُتهم بمحاولة عرقلة تطلعات السوريين خوفًا من فقدان نفوذها لصالح قوى إقليمية أخرى.
في ظل هذه التطورات، يرى المحللون أن على المجتمع الدولي توجيه رسالة واضحة إلى أبوظبي بأن دعم الحركات الشعبية في سوريا لا يشكل تهديدًا، بل هو خطوة ضرورية لإعادة بناء البلاد بعد عقود من الحرب والدمار.