صدمة وفضـ.يحة.. حين تتحول تبرعات المواطنين، التي دُفعت بنيّة الخير والمساعدة، إلى تجارة في الظلام وصفقات للبيع والتربح..
أحد المواطنين تبرّع بحذائه للصليب الأحمر ظنًّا منه أنه سيصل إلى محتاج.. لكنه فوجئ، بعد تتبعه، بأنه معروض للبيع في متجر صغير بالبوسنة، بعدما قَطع أكثر من 800… pic.twitter.com/rz11fnQ2em
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) June 28, 2025
في واقعة أثارت موجة من التساؤلات حول مصير التبرعات، كشف مؤثر ألماني يُدعى “Moe.Ha” عن أن الحذاء الذي تبرع به لصالح منظمة الصليب الأحمر في ميونيخ، انتهى به المطاف معروضًا للبيع في متجر صغير بالبوسنة، بعد رحلة تجاوزت 800 كيلومتر خلال خمسة أيام فقط.
المفاجأة لم تكن في المسافة، بل في الوجهة. فالحذاء الذي وُضع في حاوية لجمع التبرعات، وُجد معروضًا للبيع مقابل 10 يورو دون أي إشارة لكونه تبرعًا إنسانيًا، وهو ما دفع الشاب لتوثيق القصة بعد أن زرع جهاز تتبع GPS داخل الحذاء.
رحلة التتبع قادته إلى كرواتيا ثم إلى بلدة “كازين” في البوسنة، حيث دخل أحد متاجر السلع المستعملة ليجد حذاءه معروضًا على الرفوف. وعند محاولته التواصل مع الصليب الأحمر، قوبل بصمت تام.
القصة سلطت الضوء على شبكة خفية قد تكون وراء ما يحدث لآلاف التبرعات. فبدلًا من أن تذهب إلى المحتاجين، يبدو أن بعضها يشق طريقه عبر سلاسل فرز وشحن لتُنقل خارج أوروبا الغربية، ثم تُعرض للبيع في متاجر مستعملة.
رغم أن الصليب الأحمر لا يبيع التبرعات بشكل مباشر، إلا أن القصة تكشف بحسب الناشط الألماني عن منظومة كاملة تدير دورة تجارية مقنّعة، تفصل بين نوايا المتبرعين والمستفيدين المفترضين.
هذه الحادثة تفتح باب التساؤل حول مدى الشفافية في عمل المنظمات الإنسانية الكبرى، وحول الحاجة الملحّة لإعادة النظر في آليات جمع وتوزيع التبرعات.