عاد مسعد بولوس، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من جولة مغاربية شملت تونس، ليبيا والجزائر، مثيرًا جدلاً واسعًا حول أهداف زيارته وحدود الدور الأمريكي في المنطقة.
من قصر قرطاج إلى شوارع طرابلس وأروقة العاصمة الجزائر، حمل بولوس حقيبة ممتلئة بالعقود، لكن خالية من الرسائل السياسية أو المبادئ المشتركة. في تونس، اصطدم مباشرة بالرئيس قيس سعيّد، الذي واجهه بصور المجاعة في غزة، ليرد بولوس بأنها “دعاية مزعجة”، معلنًا أن زمن الشراكة ولى، وحلّ محلّه منطق “المال مقابل الولاء”.
في ليبيا، بارك مشاريع اقتصادية ضخمة مع حكومة الدبيبة، بينما اكتفى بشرق البلاد بلقاء رمزي مع حفتر دون نتائج تُذكر. أما في الجزائر، فحظي باستقبال رسمي دافئ، وتوقيع اتفاقيات، لكن الملفات الشائكة، كقضية الصحراء الغربية، ظلت خارج الطاولة.
جولة كشفت أن واشنطن تتعامل بمنطق السوق لا الدولة: من يدفع يُصغى له، ومن يعارض، يُتجاهل. في عالم تتصدّره الأزمات، يبدو أن السياسة الأمريكية في المنطقة تفضّل “صفقات التاجر” على مبادرات السلام.