اخبار

بين صوت المعركة ورائحة الدمار: التأثيرات النفسية للحروب

4 سبتمبر 2024آخر تحديث :

أصوات الحروب وروائحها وصدماتها: ماذا تفعل بنا؟

– في قطار الحياة الذي لا يتوقف تتداخل كثير من الأحداث، نعيشها وتحياها حواسنا، تبدأ كمصائب كبرى يتوقف عندها الزمن قليلاً، تصغر وتضيع ملامحها وتصبح كتلة مختلفة ممتزجة بأحداث أخرى وانشغالات ونسيان. وتصبح مادة أخرى نتاج الوجع والدموع والخوف بنكهة هزيمة أو نصر أو لامبالاة. ربما هذه دورة حياة ذكريات الحروب. لكنها وعلى رغم ركونها في رفوف الدماغ المتعرجة تجد دربها للخروج في يوم ما وفي ظرف ما.

لا تعتادوا المشهد!

بدهشة وهلع لا مثيل لهما تابع العالم بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 قصف إسرائيل لمستشفى المعمداني في غزة. أكثر من 500 ضحية قضوا، ولملم الأهالي أشلاء أولادهم والأولاد أهاليهم.

استنكار وإدانة وغضب عالمي صحب واحدة من أولى مجازر حرب غزة الأخيرة. وسقطت المباني وهدمت البيوت وعائلات ختمت سجلها المدني تحت أنقاض مساكنها أو على أحد طرق النزوح أو في خيام أو مدارس أو مستشفيات، حتى صار العالم يحصي عداد الضحايا والخسائر، ويتوقف لوهلة صغيرة أمام مجزرة كبرى ويكمل حياته.

أطل الناشطون الفلسطينيون بمناشدة كتبوها على صفحات وسائل التواصل وصدحوا بها حيثما استطاعوا للإعلام العالمي والعربي. “لا تعتادوا المشهد”. ولكن وعلى رغم كل الأسى اعتاد الناس المشهد وألفوه.

اعتياد المشهد، مشهد الحرب، مهما بلغ من القسوة واللا منطق، ذلك الفخ المشاعري الغريب بات سائداً ومرعباً في جوهره. فأين تذهب كل مشاعر الخوف والتعاطف والقلق وأصوات القصف ورائحة الملاجئ وطعم المعلبات؟ كيف تهدئ روعها؟ أين تركن ذاتها؟ ومتى تنفجر؟

قد يبدو هذا التحقيق متفككاً لكنه في الواقع الأكثر تماسكاً ويفهمه شعب خبر الحرب وظروفها. شعب جمعته ويلات المعارك اليومية ووجعها وعقمها وشقائها مهما تبدلت العقائد.


اقرأ|ي أيضاً| عواقب الحروب على الصحة العقلية


أصوات وتخمينات

ليست أصوات المدافع والقصف والصراخ هي التي تحفر أظفارها في الروح، فحتى أصوات صفارات الإنذار تخلق ذعراً لا يستهان به.

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأوضاع في غزة جراء الحرب الدائرة وقالت إن الوضع يستعصي على الوصف، وأشارت إلى الآثار والعواقب النفسية طويلة الأمد على الناجين والأسر.

وللحرب تأثير كارثي على صحة الأمم ورفاهيتها، إذ تدمر المجتمعات والأسر وغالبا ما تعطل تنمية النسيج الاجتماعي والاقتصادي. وتشمل آثار الحرب الأضرار الجسدية والنفسية طويلة المدى على الأطفال والبالغين، فضلا عن الفقر وسوء التغذية، والإعاقة، والتدهور الاقتصادي، والأمراض النفسية والاجتماعية، ولربما أبرز تلك الأمراض النفسية ناجم عن صدمة الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *