اخبار

بلا طعام وتحت هجوم مستمر، نحن الغزيون نموت كل يوم …نور خليل ابو شمالة

عن لوس أنجلوس تايمز ..

*لا توجد كلمات يمكن أن تعبر عن الواقع في غزة اليوم أفضل من هذا: نحن نموت. كل يوم، بطرق لا يمكن تصورها، نموت. يأتي الموت بالصواريخ، بالرصاص، بانهيار المباني، بنقص الأدوية ومن الخوف. والآن، مرة أخرى، سيأتي بالجوع حيث أغلقت إسرائيل الإمدادات الإنسانية بموافقة ليس فقط إدارة ترامب ولكن أيضًا بدعم ضمني من شعب الولايات المتحدة وأوروبا الذين انتخبوا حكومات غير ملتزمة بسيادة القانون ووقف الفظائع.*

*الكثيرون مسؤولون عن الأجساد الصغيرة المهدورة التي ستظهر مرة أخرى على شاشات التلفزيون الغربية.*

*التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس ترامب مرة أخرى هذا الشهر من مواقع القوة والراحة، يقرران مصير أشخاص لن يلتقوا بهم أبدًا. في قراراتهم، يتم تقليص أطفال غزة إلى أضرار جانبية. الأمهات والآباء والعائلات بأكملها هم شخصيات على رقعة شطرنج، قابلة للتخلص منها.*

*كانت مطابخنا تفوح برائحة الوطن توابل دافئة، زيت زيتون، خبز يُخبز في وقت الظهيرة. الآن لا تفوح برائحة شيء. مجرد علب معدنية وما يمكننا جمعه من المواد الغذائية الجافة.* *المخزونات التي كانت قادرة على الدخول بكميات كبيرة خلال الهدنة “قد نفدت عمليًا”، وفقًا لجون وايت من وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة للفلسطينيين. منذ ستة أسابيع، لم تدخل أي مساعدات إلى غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. قالت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه نفد الطعام في غزة. أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون، يتعرضون للقصف والجوع.*
*عندما نأكل، يكون ذلك فقط للبقاء، وليس للشبع. ليس للشعور بالفرح. الأطفال يصطفون للحصول على وجبات خيرية ممسكين بحاويات بلاستيكية. الأمهات ينهارن أثناء محاولتهن تهدئة صرخات جوع أطفالهن. الآباء يحدقون في الأرض، خجلاً لعدم قدرتهم على إعالة أسرهم. نحاول تحويل القليل إلى شيء، لكن حتى الخيال متعب.*

*الفواكه، الخضروات، اللحوم هذه ذكريات الآن. في الماضي، حتى تحت الحصار، كنا نتشارك ما لدينا. لكن هذا الوقت مختلف. رفوفنا فارغة.*

*كيف وصلنا إلى هذا؟ كيف وصل العالم إلى مكان حيث يُستخدم العقاب الجماعي للجوع كوسيلة للتأثير على شروط وقف إطلاق النار؟*

*هذا ليس نتيجة الحرب. إنها استراتيجية. جهد إسرائيلي متعمد ومنهجي مع قبول غربي لجعل *الجوع وسيلة للسيطرة. *طريقة لتحويل شعب إلى* *سكان ضعفاء جداً لدرجة عدم القدرة على مقاومة القمع. هذا ليس تقنيناً. إنه إزالة.*
*ما زلنا نتذكر من نحن. نتذكر عام 1948، عندما تم تهجير أجدادنا من منازلهم.* *نتذكر عام 1967، عندما تم اقتلاعنا مرة أخرى. في كل فصل، تمسكنا بالأرض، وزرعنا في تربتها*. *لكن هذه المرة، أخذت إسرائيل الحقول أيضًا. أخذت إسرائيل الماء، والبذور، والأيادي التي كانت تزرعها. وفقًا لمجموعة حقوق الإنسان “الحق”، أصبح أكثر من 70% من غزة الآن غير قابل للوصول لسكانها، مع تقارير تشير إلى أن إسرائيل استولت على *أكثر من 37% من الأرض.*

*ومع ذلك، كيف يمكنك أن تعرف؟ قيل لي إن CNN نادرًا ما تغطي أخبارنا بعد الآن. لا يظهر سكان غزة في تنبيهات الأخبار العاجلة*. *نحن نجعل غير مرئيين بقرارات تحريرية من أشخاص يجدون* *حياتنا سياسية جدًا، وغير مريحة جدًا الذين قبل جمهورهم معاناتنا *كأمر غير ملحوظ.*

*هل رأيت أمًا تقسم قطعة خبز واحدة بين خمسة أطفال؟ هل سمعت عن الطفل الذي توفي من الحروق بعد أن تم دفعه في وعاء من الطعام بينما كانت الحشود تتسابق من أجل وجبة واحدة؟ تبدو القصص غير حقيقية، لكنها ليست كذلك.*

*حتى قطتي تعاني من الجوع، ولا أعرف كيف أساعدها. لكن بعض الناس يمكنهم مشاهدة مجتمعات كاملة تتضور جوعًا ولا يشعرون بشيء*.

*تظل نفس الدول التي* *تتحدث عن حقوق الإنسان في مؤتمرات الأخبار صامتة عندما تُداس تلك الحقوق في غزة. حتى عندما قدمت جنوب أفريقيا قضية إبادة جماعية إلى محكمة العدل الدولية، استجابت المحكمة بحذر ليس حكمًا، بل طلبًا: توقفوا عن قصف المدنيين، *دعوا المساعدات تدخل. *حتى ذلك تم تجاهله. القنابل سقطت على أي* حال*. *تم حظر المساعدات. *تم إغراق الطلب من قبل حلفاء إسرائيل فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة الذين حثوا المحكمة على عدم قول كلمة “إبادة جماعية”. *كما لو أن اللغة *يمكن أن تخفي الجثث.*

*هذا* *ليس* *مجرد عن *غزة.* *إنه عن انهيار فكرة** *العدالة نفسها. إذا انحنت القوانين للقوة، ماذا يتبقى لأولئك الذين لا يمتلكونها؟*
*يجب على الناس أن يختاروا نوع الإرث الذي يريدون تركه وراءهم. هل سيكون إرث الصمت في وجه المجاعة *والانتهاكات الإسرائيلية؟ أم إرث الشجاعة، حيث تكون العدالة أكثر من مجرد خطاب؟*

*نحن لا نحتاج إلى الشفقة. نحن لا نحتاج إلى التعاطف. نحن بحاجة إلى حقوق. نحن بحاجة إلى الطعام. نحن بحاجة إلى الأمان*. *وقف إطلاق النار هو فقط البداية. الحصار، الفصل العنصري، التهجير المتعدد هذه ليست هوامش. إنها القصة*.

ويومًا* *ما، *عندما ينتهي** هذا * *عندما يكشف الرعب بالكامل* *سيسأل العالم: كيف سمحتم بحدوث هذا؟*

*نور خليل أبو شمالة هي محامية متدربة وناشطة في حقوق الإنسان مقيمة في مدينة غزة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *