بعد 13 عامًا في المنفى.. محمد راتب النابلسي يعود إلى دمشق وسط استقبال حافل
وطن عاد الداعية الإسلامي الشهير محمد راتب النابلسي إلى دمشق بعد غياب دام 13 عامًا، حيث استُقبل بحفاوة كبيرة من قبل طلابه ومحبيه. جاءت عودته عقب سقوط نظام بشار الأسد، الذي أجبره على مغادرة سوريا بسبب مواقفه المعارضة لجرائم النظام ضد الشعب السوري.
دخل النابلسي العاصمة السورية مرفوع الرأس، بينما هرب العديد من مشايخ السلطان الذين كانوا يبررون جرائم الأسد. فور وصوله، توجه إلى مجمع النابلسي الإسلامي، حيث التقى طلابه واستقبله الأهالي بالورود والتكبيرات، تعبيرًا عن فرحتهم بعودة أحد أبرز علماء الشريعة في سوريا والعالم الإسلامي.
في كلمته الأولى بعد وصوله، أشاد النابلسي بالثورة السورية التي أطاحت بالنظام الديكتاتوري، مؤكدًا أن ما حدث هو “يوم مجيد يعود فيه الوطن الغالي لأبنائه البررة”. كما تحدث عن المعاناة التي مر بها الشعب السوري من قتل وتهجير واضطهاد طوال السنوات الماضية، مؤكدًا أن الصبر والإيمان كانا سلاح السوريين في مواجهة الطغيان.
عُرف محمد راتب النابلسي بمواقفه الحازمة ضد النظام السوري، حيث رفض الانحياز إلى الأسد منذ اندلاع الثورة عام 2011، مما دفعه إلى مغادرة البلاد والاستقرار في الأردن. هناك، واصل تقديم دروسه وخطبه الدعوية التي لاقت انتشارًا واسعًا في العالم العربي، وكان من أبرز برامجه “أسماء الله الحسنى” و”على هدى”.
يمتلك النابلسي تاريخًا حافلًا في مجال الدعوة والتعليم، حيث ترأس هيئة الإعجاز القرآني وله العديد من المؤلفات في الفكر الإسلامي والتربية والدعوة. واليوم، يعود إلى دمشق بعد سقوط النظام الذي اضطهده، ليؤكد أن الحق دائمًا ينتصر، وأن الوطن لا يمكن أن يكون ملكًا لطاغية، بل لأبنائه الأحرار.
تمثل عودة النابلسي انتصارًا للعلماء الذين وقفوا إلى جانب الشعب، مقابل من دعموا النظام تحت راية “الشرعية”. هذه اللحظة تعكس مرحلة جديدة في سوريا، حيث يعود العلماء الحقيقيون إلى ساحات العلم، بينما يفرّ من تواطأ مع النظام خوفًا من محاسبة الشعب والتاريخ.
“مفتي البراميل” أحمد حسون.. من بوق الأسد إلى ملاحقته بعد سقوط النظام