اخبار

برموز يهودية.. إسرائيل توثق إهانتها وتنكيلها بالأسرى الفلسطينيين..

تعرض الأسرى الفلسطينيون المقرر الإفراج عنهم السبت، لحملة تنكيل نفسي ممنهجة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية بعد إجبارهم على ارتداء قمصان تحمل تهديدات بالملاحقة والانتقام بالإضافة لرموز يهودية.
وبثت هيئة البث العبرية الرسمية، صورا للأسرى وهم يرتدون قمصان بيضاء طٌبع عليها “نجمة داود” وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة “لا ننسى ولا نغفر” من كلا الجانبين.
و”نجمة داود” هي رمز يهودي قومي تأخذ الشكل السداسي، سبق واعتمدته الحركة الصهيونية قبل احتلال فلسطين فيما تتوسط علم إسرائيل.
وتم التقاط صور لهؤلاء الأسرى الفلسطينيين بهذه الملابس بشكل مهين من ظهورهم بعدما تم إجبارهم على الجثو على ركبهم وإنزال رؤوسهم للأسفل، بينما جرى تصوير أخرى من داخل ساحة أحد السجون الإسرائيلية حيث كان الأسرى يصطفون في طوابير محاطون بالأسلاك الشائكة.

وقالت هيئة البث إن الحديث يدور عن تصعيد جديد في الإجراءات الإسرائيلية حيث تم كتابة هذه العبارة خلال الدفعات السابقة على أساور جرى إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتدائها على معاصمهم.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أفاد أسرى فلسطينيون تم الإفراج عنهم آنذاك بأنه تم إجبارهم على ارتداء أساور تحمل تهديدات بالملاحقة والاعتقال، طُبع عليها إلى جانب علم إسرائيل “الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأمسك بهم”.
وأضافت الهيئة إن الحديث هذه المرة يدور “عن صور استثنائية، وفي كل مرة نلحظ تصعيدا في الرسائل التي تنقلها إسرائيل من خلال المعتقلين المفرج عنهم”.
وقالت إن مفوض مصلحة السجون “كوبي يعقوبي” هو من وجه باتخاذ هذه الإجراءات بحق الأسرى.
التهديدات الإسرائيلية للأسرى المفرج عنهم، جاءت في وقت يخرج فيه الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب “القسام” محملين بالهدايا وبملابس نظيفة ومرتبة.
كما كان يظهر على الأسرى الإسرائيليين الذين يتم تسليمهم حالة صحية جيدة مقارنة بالحالة الصحية التي يخرج بها الأسرى الفلسطينيين.
وأدانت حركة “حماس”، السبت، وضع إسرائيل شعارات عنصرية على قمصان أجبرت أسرى فلسطينيين على ارتدائها قبل الإفراج عنهم من داخل السجون، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وقالت حماس في بيان: “ندين جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا الأبطال، ومعاملتهم بقسوة وعنف، في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية، في مقابل التزام المقاومة الثابت بالقيم الأخلاقية في معاملة أسرى العدو”.
يأتي ذلك في وقت يتم فيه تسليم الأسرى الإسرائيليين بغزة للصليب الأحمر وهم يحملون الهدايا وبملابس نظيفة ومرتبة.
وفي السياق، شددت “حماس” على موقفها بأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة في وقت سابق السبت، يضع تل أبيب “أمام مسؤولية الالتزام بالاتفاق والبروتوكول الإنساني، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية دون مماطلة”.
وفي وقت سابق، سلمت كتائب “القسام” و”سرايا القدس” ثلاثة أسرى إسرائيليين بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدورها سلمتهم للجيش الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
** انتقاد لمصلحة السجون
“إليؤور ليفي” محرر الشؤون الفلسطينية بهيئة البث انتقد عملية التنكيل النفسي بالأسرى الفلسطينيين، قائلا: “لماذا يجب أن نكون مثلهم كدولة، نحن لسنا حماس”.
وأضاف: “أنا لست معجبا بقرار مصلحة السجون الإسرائيلية بإلباس السجناء المفرج عنهم رسائل تهديد”.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التنكيل النفسي بالأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.
وأشارت إلى أنه “في بعض عمليات الإفراج السابقة عن المخربين من السجون الإسرائيلية، تم ربط أساور على أيديهم تحمل عبارة من مصلحة السجون الإسرائيلية”، فيما عرض عليهم فليما عن الدمار الذي ألحقه الجيش في قطاع غزة.
**سوابق مُهينة
ومطلع فبراير/شباط الجاري، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسرى فلسطينيين خلال إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة، حيث كانوا “مكبلين بالأصفاد وفي وضع مؤلم”.
ووقتها، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية في نسختها الإنجليزية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: “أعرب الصليب الأحمر عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها مصلحة السجون الإسرائيلية مع السجناء الأمنيين خلال إطلاق سراحهم من سجن كتسيعوت (النقب الصحراوي)”.
وحسب المصدر ذاته، فإن أكثر ما أثار غضب المنظمة الدولية هو “اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم في وضع مؤلم”.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصدر الأمني: “الصليب الأحمر تقدم بشكوى إلى مصلحة السجون حول سبب اقتياد السجناء مقيدين بأيديهم فوق رؤوسهم بطريقة تخدش كرامتهم، حسب زعمهم، مع وضع سوار على أيديهم مكتوب عليه عبارة: الشعب الأبدي لا ينسى”.
ونشرت “هآرتس” صورة لسوار حول معصم أحد الأسرى وعليه عبارة بالعربية “الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأدركهم”، في إشارة إلى عزم إسرائيل اغتيال أو ملاحقة الأسرى المحررين وإعادة اعتقالهم مجددا.
**معاملة أسرى إسرائيل
وفي مقابل إهانة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، تظهر عمليات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة حرص “حماس” على الحفاظ على معاملتها الإنسانية لهم وفق تعاليم الإسلام، وصلت إلى حد تقديم الهدايا لهم قبل تسليمهم للصليب الأحمر.
وفي وقت سابق السبت، قدمت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحماس، للأسير الإسرائيلي “ساغي ديكل حين” قطعة ذهبية هدية لابنته التي ولدت بعد 4 أشهر من أسره.
وخلال الدفعات السابقة، حرصت حماس على تسليم الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم محملين بـ”حقائب هدايا”، كما تسمح لهم بالتحدث خلال مراسم تسليمهم على المنصة الرئيسية بكل حرية.
إلى جانب ذلك، وثق كتائب “القسام” في مقاطع فيديو لأكثر من مرة طريقة تسليم الأسرى قرار الإفراج وطريقة الإفراج عنهم بما يحفظ إنسانيتهم وبملابس نظيفة ومرتبة.
بعض الأسرى المفرج عنهم كانوا يلوحون للفلسطينيين المشاركين بحضور مراسم تسليمهم للصليب الأحمر، بالأيدي وبابتسامات ملحوظة، بخلاف الأوضاع النفسية والصحية الصعبة التي يظهر بها الأسرى الفلسطينيون عقب الإفراج وعنهم.
وفجر السبت، بثت “سرايا القدس” الجناح العسكري للجهاد الإسلامي مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي ألكسندر ساشا تروبنوف وهو يصطاد السمك من على شاطئ بحر غزة.
وظهر تروبنوف وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية، في أحد المشاهد بيده صنارة لصيد الأسماك ويتناول موزة ويكتب رسالة باللغة العبرية وهو جالس مقابل بحر غزة.
وفي وقت سابق السبت، سملت “حماس” و”سرايا القدس” 3 أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
وخلال الصفقة الأولى لتبادل الأسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شهد أسرى إسرائيليون على التعامل الإنساني الذي حظوا به خلال احتجازهم في غزة.
وبعثت الأسيرة الإسرائيلية المطلق سراحها “دانيال آلوني” برسالة شكر لعناصر “القسام” أثنت فيها على إنسانيتهم “غير الطبيعية” في التعامل مع طفلتها “إيمليا” (6 سنوات) بعد إطلاق سراحهما معا.
وقالت “دانيال” في رسالة بخط يدها، تركتها لعناصر “القسام” المسؤولين عنها، قبل يوم من إطلاق سراحها: “للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة يبدو أننا سنفترق غدا، لكنني أشكركم من أعماق قلبي”.
وأضافت في الرسالة التي نشرها الإعلام الحربي لـ “القسام” بعد ترجمتها والمؤرخة بتاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: “أشكركم على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه ابنتي إيمليا”.
وتابعت: “كنتم لها مثل الأبوين (..) وهي تعترف بشعورها بأنكم كلكم أصدقاؤها، وليس مجرد أصدقاء بل أحباب حقيقيون جيدون، شكرا على الساعات الكثيرة التي كنتم فيها كالمربية”.
وقالت إن عناصر “القسام” كانوا صبورين تجاه طفلتها، و”غمروها” بالحلويات والفواكه وكل شيء موجود حتى لو لم يكن متاحا.
وأضافت “دانيال”: “الأطفال لا يجب أن يكونوا في الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم في الطريق، ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة”.
ومضت بالقولها: “لم نقابل شخصا في طريقنا الطويلة هذه (تقصد في غزة) من العناصر وحتى القيادات، إلا وتصرف تجاهها برفق وحنان وحب”.
وأعربت الأسيرة الإسرائيلية المحررة عن شكرها لـ “القسام” كون ابنتها لم تخرج من الأسر “مع صدمة نفسية للأبد”.
وقالت: “سأذكر لكم تصرفكم الطيب هنا بالرغم من الوضع الصعب الذي كنتم تتعاملون معه بأنفسكم والخسائر الصعبة التي أصابتكم هنا في غزة”.
وختمت “دانيال” رسالتها بالقول: “ليت يقدر لنا في هذا العالم أن نكون أصدقاء جيدين حقا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *